يا دعوةً بالخُبثِ حِيكَتْ للورَى
إذ قِيل زُورًا وحدةُ الأديانِ
لا ينطَلِي هذا الفَحيحُ وسُمُّه
مهما تزيَّنَ من حُلَى البهتانِ
فالقَولُ حقٌّ والمرادُ بَواطِلٌ
فاحذرْ أُخيَّ حبائلَ الشيطانِ
إنْ قيلَ إبراهيمُ يجمعُ وحدةً
فابْرَأْ بإبراهيمَ من هَذَيانِ
ما كان إبراهيمُ غَيرَ مُوَحِّدٍ
بالله يتْبعُ مِلَّةَ العَدنانِ
فلتخْسَؤوا بالخِزي إنَّا أُمَّةٌ
قُرآنُنا هو حِصنُنا لأمانِ
يدعو الجميعَ لساحَةٍ فيها الورَى
بتسامحٍ يحْيَونَ باطمئنانِ
لا غدرَ لا إكراهَ تحتَ ظِلالِه
والحُبُّ فيه ملاذَةُ اللهفانِ
فلِمَ التعسُّفُ والسماحةُ غايةٌ
للدين دُونَ مَتاهَةِ الذَّوَبان
فمُخطَّطُ الصهيونِ مَحضُ خَدِيعةٍ
ومآلُه حتمًا إلى الخُسْرانِ
لا يرتَضِيهِ سِوَى الأرازلِ بينَنا
وسوَى الحُثالةِ مِن بني الإنسانِ
ثوبُ الشريعةِ مُحكَمٌ في نسْجهِ
يَزدانُ بالتوحيدِ للرحمنِ
وبدونِه نُمسِي قطيعًا ساقَهُ
أشتاتُ رأيٍ في الظلامِ يُعاني
فتمسَّكوا بالشرعِ فهْوَ شِراعُنا
إن هاجتِ الأمواجُ كالغضبانِ
قرآنُنا نسَخَ الشرائعَ قبلَه
من حادَ عنه يغُطُّ في البُطلانِ
كالشمسِ تشرقُ في السماءِ
بنورِها فتَغورُ خَجلَى شمعةُ الإنسانِ
