يداهم خطر الجفاف بحيرة “هانا” الباكستانية الواقعة بالقرب من مدينة كوته بمقاطعة بلوجستان في باكستان.
ووفق تقرير مصور أعدته “دويتشه فيله”، فإن هذه البحيرة من أكثر البحيرات شهرة في المقاطعة الباكستانية، وكانت تقع على مساحة تبلغ مئات الفدادين، ويسكنها العديد من الطيور والحيوانات البرية.
ومع الوقت تراجع منسوب المياه في البحيرة بصورة كبيرة، مخلفا مساحات جافة واسعة.
ويقول أحد السكان يدعى إسرار كاكار أن المساحة الجافة التي تبلغ من 180 إلى 200 فدان، كانت ممتلئة بالماء في وقت سابق، ولكن بسبب التغير المناخي وسيادة أنماط غير معتادة لهطول أمطار، انحسرت المياه تدريجيا.
ويضيف كاكار أن انحسار المياه عن البحيرة، مخلفا مناطق جافة، أثر بالسلب على جمال بحيرة “هانا”.
وتكونت البحيرة قبل نحو 130 عاما ماضية، وكانت تشكل مصدر مياه لسكان مدينة “كوته”، ولكن بدأ الجفاف منذ التسعينيات.
واستمر تأكل البحيرة في العقد الأول من الألفية الثالثة، ولا يزال مستمرا حتى وقتنا الحاضر.
وتقول الدكتورة أنلا زافار، المحاضرة المختصة بشؤون البيئة، إن البحيرة اختفت بالكامل في 2015 بسبب الجفاف الذي استمر نحو 5 سنوات.
وفي 2020، سجلت المنطقة رقما قياسيا في هطول الثلوج الذي تسبب في موت الكثير من الأحياء هناك.
وبعدها بعام، ساد المنطقة جفاف لم يقطعه هطول أمطار أو سقوط ثلوج، وهو ما أدى إلى تفاقم الجفاف في المدينة.
أدى عدم القدرة على التنبؤ بمعدلات المياه في البحيرة إلى العديد من المشكلات للأشخاص الذين يعتمدون على البحيرة، مصدرا لدخولهم.
ويقول محمد شفيق، أحد الصيادين العاملين على قارب في البحيرة، إنه قبل نحو 5 شهور، حدث فيضان جارف، وهطلت أمطار كثيفة، لذا تزايد منسوب المياه إلى نحو 9 أمتار.
ويستدرك أن منسوب المياه تراجع ليصل إلى 1.8 متر، وهو ما أثر على حياة الصيادين في المنطقة.
ويشير إلى أن البقعة التي تبدو جافة الآن، هي أساس البحيرة، حيث كان يغمرها الماء من قبل، ونضوب المياه عنها الآن يعني أن البحيرة جفت.
ويحذر خبراء البيئة من تأثيرات طويلة الأمد، تنتج عن استمرار اهمال الحكومة، وغياب آليات التكيف مع التغيرات المناخية.
وقالوا إن المسؤولين تجاهلوا الإشارات التحذيرية، وأحجموا عن اتخاذ تدابير ذات صلة.
وتقول الباحثة في الشؤون البيئة نيلوفر جميل إن الماء واحد من أكثر الموضوعات خطورة، ويشكل تحديا لأهل المقاطعة التي تواجه تأثيرات التغير المناخي والاحترار العالمي.
وتحذر جميل من أن المعاناة من هذه التأثيرات سوف تشتد في المستقبل، إذ تتنامى معدلات الاحترار العالمي، وبالتالي من المحتمل ألا نرى لهذه البحيرة أثرا في المستقبل.
واختتم تقرير “دويشته فيله” بالإشارة إلى أن فقدان البحيرة يعني فقدان الحياة البرية التي تنمو على تخومها، ما يخل بالتوازن البيئي.
- دويتشه فيله: تبادل الأسري اليمنيين لا يعني تسوية الصراع - الخميس _23 _مارس _2023AH 23-3-2023AD
- مركز أبحاث أمريكي: العلاقات العسكرية بين الصين وباكستان بداية لتحالف أعمق - الخميس _23 _مارس _2023AH 23-3-2023AD
- معهد أمريكي: انهيار قطاع الطاقة يشكل عقبة أمام التنمية في الشرق الأوسط - الأربعاء _22 _مارس _2023AH 22-3-2023AD