الأمة| ردود فعل واسعة في أوساط القوى السياسية والشارع السوداني على خطاب قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، أمس الاثنين.
ووصفت قوى الحرية والتغيير، في مؤتمر صحفي اليوم الثلاثاء، خطاب البرهان بأنه “مناورة مكشوفة وتراجع تكتيكي، لن تنطلي على الشعب السوداني الذي سيستمر في مقاومته السلمية”.
وأوضحت أن قرارات، البرهان مناورة مكشوفة وتراجع تكتيكي يقبل ظاهريًا بمبدأ عودة الجيش للثكنات مع إفراغ هذا المبدأ من محتواه.
لا وصاية على الشعب
وأكدت أن خطاب البرهان فرضته ضغوط الجماهير من خلال حراكها الواسع في كل أنحاء البلاد، كما أنه كان بمثابة وصاية على الشعب السوداني وهو أمر غير مقبول.
وأشارت عبر أحد قياداتها، إلى أن عودة الجيش للثكنات لا تتم بفرض وصاية من قائده على تشكيل الحكومة المدنية وآلياتها تشكيل، كما شددت على أن الإصلاح الحقيقي يبدأ بإزالة السلطة الحالية وإقامة سلطة مدنية تحقيق تطلعات الشعب.
فيما قال القيادي بالحرية والتغيير صديق المهدي، في المؤتمر الصحفي ذاته، إن قرارات البرهان فيها استخفاف و استرخاص للدم السوداني، مؤكدًا أن المؤسسة العسكرية “لا يمكن أن تنسحب وهي تملك القوة والشركات الاقتصادية”.
نقاط غامضة
من جانبه قال الأمين العام لقوى الحرية والتغيير – مجموعة التوافق الوطني، مبارك أردول، إن خطاب البرهان به نقاط إيجابية، مع نقاط غامضة تحتاج إلى استجلاء أكثر.
وأوضح أن اجتمعاتهم ستظل مستمرة مع كل القوى السياسية والحليفة لهم، لضرورة التوصل لاتفاق حول إدارة الفترة الانتقالية والوصول بالبلاد إلى بر الأمان.
خطاب البرهان
وفي خطاب متلفز أمس الاثنين، أعلن رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، عدم مشاركة المؤسسة العسكرية في الحوار الوطني.
وأكد أن انسحاب الجيش من الحوار يأتي “لإفساح المجال للقوى السياسية والثورية والمكونات الوطنية لتشكيل حكومة كفاءات وطنية مستقلة تتولى إكمال مطلوبات الفترة الانتقالية”.
يذكر أن عملية الحوار المباشر برعاية أممية إفريقية لإنهاء الأزمة السياسية، انطلقت في 8 يونيو بالعاصمة السودانية الخرطوم، لكنها بعد أيام قليلة وتحديدًا يوم 12 من ذات الشهر، أعلنت الآلية الثلاثية تأجيل جولة الحوار الثانية إلى موعد يُحدد لاحقًا.
ويشهد السودان، خلال الأيام الماضية، احتجاجات شعبية غاضبة في العديد من المناطق تُطالب بعودة الحكم المدني الديمقراطي، ورفضًا لإجراءات رئيس مجلس السيادة، قائد الجيش عبد الفتاح البرهان الاستثنائية التي يعتبرها الرافضون “انقلابًا عسكريًا”.