الأمة| كشفت مصادر محلية، عن انسحاب القوات السعودية المشاركة ضمن تحالف دعم الشرعية من جزيرة سقطرى، جنوب اليمن.
وقال الناشط والقيادي في المقاومة الجنوبية باليمن “عادل الحسني”، عبر حسابه على تويتر، إن القوات السعودية انسحبت من سقطرى وسلمت مواقعها لمليشيات المجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات.
يأتي انسحاب القوات السعودية من سقطرى، بالتزامن مع وصول «عيدروس الزبيدي» رئيس المجلس الانتقالى إلى العاصمة السعودية الرياض.
يذكر أن السعودية، أعلنت في مايو 2018، وصول قوات عسكرية تابعة لها إلى جزيرة سقطرى بهدف دعم القوات الحكومية في الجزيرة.
وتحظى «سقطرى» التي تقع على بعد حوالى 350 كلم قبالة السواحل الجنوبية لليمن، بأهمية عالمية لتنوعها البيئي، حيث يشار إليها أحيانا بجزيرة «غالاباغوس المحيط الهندي».
والسبت الماضي، أكد «الانتقالي»، في بيان، أن «الزبُيدي» تلقى دعوة من السعودية لزيارة الرياض، مثمنًا «حرص الأشقاء في المملكة على توحيد الجهود».
وشدد البيان على «التزام المجلس بكل ما من شأنه توحيد الجبهة الداخلية للتصدي للتمدد الإيراني وأذرعه المليشياوية في المنطقة»، مؤكدًا على «موقفه الثابت من الشراكة الاستراتيجية مع الأشقاء في التحالف العربي، وأن هذه العلاقة ستظل استراتيجية راسخة تحكمها القواسم المشتركة والمصير الواحد».
وكانت مليشيات المجلس المدعوم عسكريًا وماليًا من دولة الإمارات، فرضت في يونيو 2020، سيطرتها على المؤسسات الحكومية في سقطرى، من بينها مقر السلطة المحلية ومديرية الأمن، أمام مرأى قوات التحالف العربي بقيادة السعودية المتواجدة هناك.
وآنذاك، وصفت الحكومة الشرعية، سقوط محافظة سقطرى في قبضة مليشيات «الانتقالي»، بأنه «اعتداء غاشم وتمرد وانقلاب واضح على السلطة الشرعية».
وأضافت الحكومة التي تتخذ من السعودية مقرًا لها، أن «هذه مؤامرة تتعدى أية خلافات داخلية، وتم سباغها بغطاء داخلي وأدوات داخلية لتحقيق غايات وأحقاد تستهدف الإنسان اليمني والأرض اليمنية».
خذلان وصمت
وكان محافظ سقطرى «رمزي محروس»، قال في يونيو العام الماضي، إنهم «تعرضوا وأهالي المحافظة لخذلان وصمت مريب ممن انتظروا منهم النصرة والمؤازرة والوقوف معنا لكن ذلك لن يفت في عضدنا ونستمد صلابتنا وقوتنا من الله ثم من عدالة قضيتنا وحقنا الواضح والجلي».
وأضاف عبر بيان نشره على صفحته بـ«فيسبوك»: أن «المليشيات هاجمت على مدى الأسابيع الماضية معسكرات ومؤسسات الدولة وأسقطتها ثم اجتاحت صباح يوم الجمعة مدينة حديبوه عاصمة المحافظة بما سيطرت عليه من معسكرات الدولة من أسلحة وترسانة كبيرة وسيطرت على إدارة الأمن وإدارة المحافظة بقوة السلاح».
وقال: «لن تقبل سقطرى بميليشيا العبث وداعميها ولن يسلم السقطريون أرضهم وسيكون لكل مقام مقال، وكل شبر من سقطرى يرفض الوصاية والعبث وستبقى سقطرى شامخة ابية حرة بكل أهلها الطبين الشرفاء». كما وجه الشكر لـ«أبناء سقطرى بكل شرائحهم ولرجال الجيش والأمن الشرفاء الذين دافعو ولا زالو عن كرامتهم وأعراضهم»، على حد ما تضمنه البيان.
بداية السقوط
وكانت «الأمة»، نشرت في 20 مايو 2020، تقريرًا تحت عنوان «دعم إماراتي جديد يصل اليمن لإسقاط إحدى المحافظات»، كشفت خلاله تحركات أحد القادة العسكريين السابقين في الجيش اليمني، الذي كان قادمًا من دولة الإمارات، وفي جعبته أكثر من 8 ملايين دولار أمريكي، بهدف إسقاط إحدى محافظة «سقطرى».
وآنذاك؛ قال «مختار الرحبي»، مستشار وزير الإعلام في الحكومة اليمنية، إن الإمارات قدمت دعمًا ماليًا جديدًا بقيمة 30 مليون درهم – أي ما يعادل 8 ملايين دولار أمريكي- لإسقاط المحافظة الواقعة، شرق اليمن، في يد قوات المجلس الإنتقالي الجنوبي.
وكانت الحكومة الشرعية، قد طالبت منظمة الأمم المتحدة يوم الحادي عشر من مايو الجاري، بالتدخل لإنقاذ المحافظة المذكورة من تصعيد مليشيات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيًا، على حد وصفها.
وفي الـ 25 من أبريل نفس العام، أعلن المجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات، الحُكم الذاتي لجنوب اليمن، وهو اعتبرته الحكومة، استمرارًا للتمرد المسلح في أغسطس 2020، ورفضًا وانسحابًا تامًا من اتفاق الرياض.
لماذا «سقطرى»؟
تتكون سقطرى، من ست جُزر على المحيط الهندي قبالة سواحل القرن الأفريقي بالقرب من خليج عدن، على بعد 350 كم جنوب شبه الجزيرة العربية.
وتشمل المحافظة اليمنية جزيرة رئيسية وهي سقطرى، وخمس جزر أخرى، وتعتبر جزيرة سقطرى أكبر الجزر العربية واليمنية، ويبلغ طول الجزيرة 125 كم وعرضها 42 كم ويبلغ طول الشريط الساحلي 300 كم، عاصمة الجزيرة حديبو.
يذكر أنه عقب إعلان دولة الإمارات، في عام 2019، انسحاب قواتها المشاركة في التحالف العربي العسكري من الأراضي اليمنية، فَرض «الانتقالي» سيطرته على مؤسسات الحكومة الشرعية التي كانت تتخذ من مدينة عدن، مقرًا لها، عقب معارك عنيفة دارت بين مسلحيه والقوات الحكومية.
وكانت الحكومة الشرعية، قد وجهت، في السابق، اتهامات مباشرة لدولة الإمارات، بمساعدة «الانتقالي» بالانقلاب على المؤسسات الشرعية بالجنوب، والعمل على إعاقة عمل المؤسسات الحكومية وتعجيز الوزراء كما حدث من جماعة الحوثي المدعومة من طهران في صنعاء.
وفي نوفمبر 2019، أعلنت الرياض عن توقيع اتفاقًا بين الحكومة الشرعية و«الانتقالي الجنوبي» عُرف بـ«اتفاق الرياض»، وهو ما لم يتحقق من بنوده شىء حتى أن أعلنت القوات المدعومة من الإمارات الحكم الذاتي لجنوب اليمن مؤخرًا.
القوات السعودية تنسحب من سقطرى وتسلم مواقعها لمليشيات الانتقالي الإماراتي.
— عادل الحسني (@Adelalhasanii) November 15, 2021