عزلة المرض تحتاج إلى صبر على ملاقاة الآلام، وصبر في الحذر من التشكي، بل احتساب للأجر، ومحاسبة النفس في تقصيرها بحق الله تعالى.
كما إن لمريض بحاجة ماسة لأن يعمر قلبه ويغمر روحه بسماع ومطالعة كتاب ربه؛ ويكفي في ذلك أنه سبحانه تعالى يقول:{وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين}، وقال تعالى:{ قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء}.
اللهم آمنا بك وأحببناك، وصدقنا برسولك وأحببنا سنته ونسأله الإعانة على ملازمة الاتباع؛ فاجعل لكل مؤمن مريض حظا وشفاء بآي كتابك الحكيم.
ذكر أبو عبيد القاسم بن سلام في كتابه فضائل القرآن أن التابعي طلحة بن مصرف رحمه الله يقول: “كان يقال: إذا قرئ القرآن عند المريض وجد لذلك خفة”.
وقال: دخلت على خيثمة بن عبد الرحمن -التابعي الجليل- وهو مريض فقلت:إني أراك اليوم صالحاً؟
فقال: «إنه قرئ عندي القرآن».
ومن لطائف الأقوال في ذلك مقولة الإمام ابن الجوزيِّ: “تلاوة القُرآن تَعمل في أمراض الفؤاد ما يَعمله العسَل في عِلَل الأجساد”
ثم إن من أكثر الأشياء التي تؤنس المريض وقت مرضه رغم أنه لا يستطيع في بعض وقته أن يفعلها لألم أو ضيق ينزل به؛ الاستشفاء والتداوي بالعلم.
وقد كان الإمام أبو إسماعيل الأنصاري يستشفي بمطالعة العلم ومذاكرة أُولي الفطنة والفهم.
وقال ابن القيم في كتابه روضة المحبين:
«وحدثني شيخنا ابن تيمية: قال: ابتدأني مرض.. فقال لي الطبيب: إن مطالعتك وكلامك في العلم يزيد المرض.. فقلت له: لا أصبر على ذلك.. وأنا أحاكمك إلى علمك..
أليست النفس إذا فرحت وسرت قويت الطبيعة فدفعت المرض?!..
فقال: بلى.
فقلت له: فإن نفسي تسر بالعلم فتقوى به الطبيعة فأجد راحة.
فقال: هذا خارج عن علاجنا..».
أسأل الله تعالى أن يشفي جميع مرضى المسلمين.
- خباب مروان الحمد يكتب: عبوديّة الإغواء المُنظّم باسم القانون! - الأربعاء _24 _مايو _2023AH 24-5-2023AD
- خباب مروان الحمد يكتب: عزلة المرض - الجمعة _12 _مايو _2023AH 12-5-2023AD
- خباب مروان الحمد يكتب: أبرز ما يُمكن أن يُقرِّب المرء من ربّه - الأحد _30 _أبريل _2023AH 30-4-2023AD