خباب مروان الحمد يكتب: الاكتئاب والوسواس.. والصالحون

قد يصيب الاكتئاب والوسواس القهري بعض الصالحين والمتديّنين.

وليس صحيحاً أنّ هذه الأعراض النفسية لا تصيب إلا الكافرين أو الفاسقين والفجرة والظلمة.

نعم !

أؤكد أنّ هذه الأمراض تصيب غير الصالحين والمتديّنين وتنتشر الأمراض النفسية بينهم أكثر من أهل الدين والصلاح..

لكن المُصاب بمرض من هذه الأمراض ولو كان من أهل الصلاح قد يكون لديه استعداد نفسي لقبول هذه الأمراض ومنها:

الجوانب الوراثية، أو الصدمة النفسيّة، أو خلل في كيمياء الدماغ، أو هرمونات تتغير، أو ضغوطات حياتيّة شديدة، أو تشدد في فهم قضايا الدين،

أو معيشة في بيئة اجتماعية غير صحيّة، أو مرض عضوي أثّر عليه فأدّى به لمثل هذه الأمراض النفسية.

القرآن الكريم أساسٌ للعلاج

وتفسيرات بعض المشايخ أنّ الاكتئاب وبشكلٍ عام الأمراض النفسية لا يمكن علاجها إلاّ بالقرآن وذكر الله؛ فإنّما هي تفسيرات غير منطقية بل هي ساذجة؛

فالقرآن الكريم أساسٌ للعلاج؛ لكن الشريعة الإسلامية حثّت على استخدام العلاج النافع والأحاديث النبوية تحمل إشارات مهمة في هذا المجال.

وتفسيرات بعض الأطباء النفسيين لكثير من الحالات التي تأتيهم والجزم أنّها أمراض نفسيّة؛ فهي كذلك قد تكون ليست دقيقة؛

فبعض الأمراض ليست نفسية بل عصبية بحتة، وبعضها مشترك فيها الجانب النفسي والعصبي،

وبعضها أمراضٌ روحية فمنهم من يكون مسحوراً ومنهم من يكون محسوداً ومنهم من يكون معيوناً ومنهم من يتلبسّة الشيطان أو الجان..

وقد يصاب بالأمراض النفسية الأذكياء والمبدعون والمتميزون وكبار من يشار إليهم في المجتمع، وقد يعلمُ ذلك عن بعضهم،

وقد يموتُ أحدهم ولا أحد يعلم عنه ذلك لكن هو يعلم عن نفسه تأذيه من تلك الأمراض ومعاناته ومجادته لنفسه؛

حتّى إنّ شيخ الإسلام ابن تيميّة أدخلهم فيمن قال الله تعالى فيهم: {والذين جاهدوا فينا لنهدينّهم سبُلَنا وإنّ الله لمع المحسنين}.

قد يخلطُ كثيرٌ من الناس بين الهم والغم والحزن والطفش والخجل والزهق حين يصابون به،

ويدمجوها مع الاكتئاب أو القلق أو الرهاب الاجتماعي أو الذّهان أو الفصام.

الأولى

أعراض تصيب جميع الناس بنسبٍ متفاوته..

والثانية

أمراض نفسية صعبة تحتاج لعلاج نفسي وخبرة إرشادية للصحة النفسية.

ولا يمنع شرعاً من استخدام عقاقير بوصفة أطباء ثقات مأمونين..

وإنني بعدَ سماع حالات بعض الشباب فلابد من نصيحة للأطباء النفسيين:

فالمأمول ألاّ يكون الأطباء ماديون رأسماليون يعطون كمشة مع (روشتة) الدواء للمراجع النفسي.

بل لابد من تقديم تمارين ذهنية، وجلسات صحيّة نفسية إرشادية فيها توعية وتصحيح في المسارات الفكرية للمريض النفسي علّها تشق طريقها في أخاديد النفس وحفريات الروح.

وأجمل من ذلك أن يكون هذا الدكتور من الصالحين ليكون كلامه أكثر تأثيراً وقبولاً.