حدد الدكتور خالد هنية الباحث في الشؤون الاستراتيجية والدوليةالمطلوب من حركة المقاومة الإسلامية حماس تجاه الأمةفي ظل التطورات التي تشهدها منذ سنوات والتي تتمثل في استمرار الدفاع عن فلسطين والبقاء في مشاغِلة للاحتلال والعمل على انهائه ما استطاعت إلي ذلك سبيلاً، حتى يأتي أمر الله وترمم الأمة كبواتها، للوصول إلي الأهداف الكبيرة المنشودة.
وشدد علي رورة أن تحافظ حماس على علاقتها الاستراتيجية في الأمة، ولا تٌجرّح أو تخدش مساراتها، وما كان موقف تستطيع إليه سبيلا تكون فيه سهماً فهذا إضافة لمهمتها الأساسية.
وفي المقابل بحسب الدكتور هنية فإن هناك واجبات للأمة يجب الوفاء بها تجاه حركة المقاومة الإسلامية حماس أن تحافظ على استمرارها وديمومتها وتقويتها للوصول للأهداف المنشودة.-

وكذلك والكلام مازال للدكتور هنية فعلي الأمة الا تقحمها في صراعاتها الداخلية كما لا تقحم حماس نفسها فيها، سواء عبر المواقف أو الابتذال وما شابه فضلا عن تقديم الدعم المطلوب المادي والمعنوي العسكري والسياسي ما استطاعت إليه سبيلاً.
ونبه هنية إلي ضرورةأن تبقى القضية الفلسطينية حاضرة في نفوس الشعوب وفي وجدانهم وأن تحريرها هو المدخل الرئيسي للتخلص من النفوذ الأجنبي ومن اذنابه في المنطقة.
وتطرق هنية كذلك إلي مجمل المشهد العربي من القضية الفلسطينية بالقول هذه المعطيات التي هي معروفة للجميع، اعترتها بعض المتغيرات نتيجة حصول خلل في القدرات ما بعد الربيع العربي وهو ما جعل الشعوب تعاني من تحديات داخلية لديها أثرت على القضية الفلسطينية بشكل مباشر عبر طبيعة الأجندات الإقليمية واتساع دائرة الرمادية وتعارض الأعداء وتساوي الأصدقاء، فدفعت حماس والقضية الفلسطينية ثمناً حيال ذلك. ومن تلك التحديات الدعم المادي المقدم لها والذي آثر على وضعيتها بشكل كبير.
أما المسألة الثانية التي تخص حركة حماس بحسب الدكتور هنية فتتمثل في : طبيعة علاقاتها الإقليمية وهي العلاقة مع إيران تحديداً ورغم أن الموضوع قَتل نقاشاً أحببت قولبة بعض الأمور في إطارها الصحيح منها إذا قلنا أن المعارك الداخلية في الأمة جعلت من إيران عدو لها في بعض الدول العربية، جعل حماس في موقف محرج بين التخلي عن دولة صديقة مثل إيران التي تربطها بها منذ تأسيسها كأي علاقة طبيعية تقيمها مع مكونات الأمة، تتقاطع معها في الهدف الاستراتيجي الذي هدف الأمة وهو تحرير فلسطين.

وبين أن تتخلى حماس عن هذه العلاقة الذي سيضر بأمرين الأمر الأول وفقا للدكتور هنية فيسير في إطار خسارة حليف استراتيجي من حيث الموقف السياسي والدعم العسكري والمادي الذي هو تضرر من قبل الأمة، أصلاً نتيجة الأسباب المذكورة في الأعلى. والثاني: هو الخلل والتعويض الذي سيعترى العلاقة نتيجة قطعها، وهو أيضاً امراً صعباً، في ظل الهرولة نحو التطبيع من قبل الدول وحملات الاعتقالات والتضييق على الحركة في محطات أخرى ناهيك عن التآمر عليها في إطار محاولات انهاءها.
لفت إلي أن هناك ثوابت تحكم علاقة حماس مع إيران علي رأسهاأن العلاقة مع إيران ليست علاقة المضطروالعلاقة ليست على حساب أي مكون في الأمة. فلا عن أنه لا أثمان تدفع حيال هذه العلاقة.
ونبه إلي ان علاقة الطرفين يجب ان تبقي مصوبة نحو الهدف الاستراتيجي وهو تحرير فلسطين مشيرا إلي أنه من غير المقبول أن تنخرط حماس في مواقف إيران في استراتيجياتها الأخرى أو جر حماس لتلك المربعات، من قٍبلها..فضلا عن إن إنهاء الوجود الأجنبي واستقلال المنطقة هو هدف الأمة كما هو هدف إيران.
_ وشد د الباحث في العلاقات الدولية علي أن دعم الأمة لحماس يتطلب استمراره وتدفقه ومراعاتها في التحديات كما تراعى هي قلة حيلة الأمة في بعض الأحيان.مشيرا إلي أن الوضع الأيديولوجي هو جانب من الجوانب المتغيرة في المنطقة ووزنه النسبي ليس كبير في إطار المصالح العامة وطبيعة الوضعية الاستراتيجية للمنطقة وطبيعة المتغيرات التي تعترى النظام الدولي.

ولم يفت الدكتور هنية الإشارة إلي إن زوابع السوشيل ميديا والمزاجات العامة التي تنظر إلي الأمور بصورة فضفاضة، ليست محدداً لتحديد طبيعة العلاقات وإن كان أخذها بعين الاعتبار أمراً مهماً على صعيد الإدارة الإعلامية للتحديات.
وخلص في النهاية للقول : علاقة حماس مع إيران استراتيجية مع إيران كما هي استراتيجية مع الأمة كل الأمة التي تمثل حماس طليعة فيها تحمى حماها تدافع عن مقدساتها تتشارك معها بنسبة 100% في أهدافها. فالأمة هي العمق الاستراتيجي حماس ، و حماس هي طليعة في الأمة.