الأنظمة الاستبدادية العسكرية لا تأتي بخير مطلقا فهي أنظمة فاشية تفقر الشعوب وتضعف الأمم وتنشر الأمراض فلم نسمع عبر التاريخ عن انقلاب عسكري نشر الرخاء والتقدم في بلاده ولم نسمع عن نظام انقلابي عمت الديمقراطية أو الحريات في عهده بل كما قال ابن خلدون «الاستبداد مؤذن بخراب العمران».. هكذا لا نستغرب أن النظام الفاشل بقيادة السيسي في مصر أضاع حقوقنا التاريخية في مياه النيل الذي عمره 30 مليون سنة..نعم انتصرت أثيوبيا ورقصت فرحا منذ أيام باستكمال بناء سد النهضة والانتهاء من ملء خزانه في المرحلة الأولى بقرارات أثيوبية منفردة وبكل استفزاز قال وزير خارجيتها «النيل لنا».. في المقابل التزم أشاوس النظام الذين يقهرون الشعب ليل نهار الصمت وبكل خزي وعار يستمرون في المفاوضات؛
وصدق القائل:
أسد على وفي الحروب نعامة ::: ربداء تجفل من صفير الصافر
الحقيقة المرة والكل يعرفها أن مصر خسرت حقوقها التاريخية في مياه النيل على يد السيسي بتوقيع اتفاقية المبادئ 2015 دون التأكيد على حقوقها القانونية والتاريخية، في مقابل موافقتها على بناء سد النهضة، ولم يترك السيسي لنا مجالا للمقاومة أو الاعتراض حتى في حال التنازع أو مخالفة أثيوبيا في بناء أو ملء السد بقرار منفرد…وقد نصت المادة العاشرة من اتفاقية المبادئ:
– تقوم الدول الثلاث بتسوية منازعاتهم الناشئة عن تفسير أو تطبيق هذا الاتفاق بالتوافق من خلال المشاورات أو التفاوض وفقاً لمبدأ حسن النوايا. إذا لم تنجح الأطراف في حل الخلاف من خلال… فالمادة لا تنص على اللجوء لمجلس الأمن أو المحكمة الدولية بل أعطى السيسي صك الموافقة لأثيوبيا بحسن نية أو سوء نية لكن المسئولية تقع على عاتق رئيس السلطة الذي يجب محاكمته فورا لضياع النيل .
وللأسف الشديد حالة الضعف والوهن والفشل التي تعيشها مصر منذ انقلاب السيسي مكن أثيوبيا من التلاعب والمراوغة في استكمال بناء السد وملئه بقرارات منفردة فطاقة الجيش المصري مستهلكة منذ الانقلاب في مطاردة شبح الإرهاب الذي يتمدد كل يوم في سيناء ومستهلك في ملاحقة المعارضين لانقلاب السيسي وقبلها المتظاهرين في الشوارع والميادين وجاءت الفرصة سانحة في ظل قمع السيسي واستبداده في توسعة التغلغل الإسرائيلي بدول حوض النيل الذي يهدف من سنوات لتهديد أمن مصر القومي في الجنوب مع زيادة معدلات نفوذ الصهاينة في الدول منابع النيل .. خطة قديمة نفذتها «إسرائيل» الآن أثناء حكم السيسي الذي جعل أمن وسلامة المواطن الإسرائيلي في مقدمة اهتماماته السياسية.
جميعنا شعرنا بالاهانة والعار من إعلان إثيوبيا عن فرحتها لملء سد النهضة.. ولم يبق من خيار سوى الرد العسكري الذي لا يملكه أحد سوى القوات المسلحة حفاظا على حقنا في الحياه وحقنا في مياه النيل وحق الأجيال القادمة.
وكلنا يشاطر فاروق جويدة شاعرنا الكبير، أطال الله في عمره حينما قال:
يا عاشق الأرض كيف النيل تهجره؟ ::: لا شيء والله غير النيل يغنينا
- خالد الشريف يكتب: صحفيون خلف القضبان.. محنة الإعلام المصري! - الأثنين _21 _مارس _2022AH 21-3-2022AD
- خالد الشريف يكتب: يوم أن كانت جيوش المسلمين رحمة! - الأثنين _14 _مارس _2022AH 14-3-2022AD
- خالد الشريف يكتب: الغرب يفقد عقله.. وروسيا تغرق في الجاهلية الأولى! - الأثنين _7 _مارس _2022AH 7-3-2022AD