الأمة| شنت السلطات الأمنية في تونس، حملة اعتقالات واسعة طالت المئات من المواطنين المشاركين في الاحتجاجات التي شهدتها عدة مدن خلال الأيام الماضية.
وقالت الحكومة التونسية، اليوم الاثنين، إنه جرى اعتقال 600 شخص شاركوا في «أعمال شغب»، مشيرة إلى أن الجيش نشر قواته للتصدي لأي أعمال آخرى.
وكانت وزارة الداخلية، أعلنت أمس الأحد، اعتقال أكثر من 240 شخصًا آخرين، مؤكدة أن أغلبهم من المراهقين والصبية الذين شاركوا في مواجهات عنيفة ضد قوات الشرطة وساهموا في اندلاع أعمال الشغب في عدة مدن تونسية يوم السبت الماضي.
وعلى مدار الأيام الثلاثة الماضية، شهدت نحو 9 محافظات تونسية احتجاجات غاضبة من مئات المواطنين، بسبب سوء المعيشة وتردي الأوضاع الاقتصادية وسط تراجع للقدرة الشرائية وارتفاع معدلات البطالة.
وأشعل المتظاهرون الإطارات المطاطية وأغلقوا عدد من الطرقات في أحياء مدن «المنستير والمهدية وجندوبة وفرنانة وسليانة»، فيما استعملت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.
وانتشرت وحدات من الجيش التونسي أمام المنشآت الحيوية ومقرات السيادة في 4 محافظات شملت سليانة والقصرين وبنزرت وسوسة، عقب تجدد أعمال الشغب بين المتظاهرين وعناصر الأمن.
وتتزامن احتجاجات المتظاهرين مع الذكرى العاشرة للثورة التونسية التي أطاحت بالرئيس الراحل زين العابدين بن علي عقب معاناة الشعب من الفقر وتفشي البطالة.
والسبت الماضي، أعلن رئيس الحكومة، هشام المشيشي، السبت، عن تعديل في تشكيل حكومته، شمل 12 حقيبة وزارية، من بينها الداخلية والعدل والطاقة.
وخلال لقائه برئيس الحكومة، شدد الرئيس التونسي، على «عدم الخضوع لأي شكل من أشكال الابتزاز والمقايضة»، بالإضافة إلى ضرورة التحرك بأقصى سرعة لاستعادة الأموال المنهوبة في الخارج «حتى لا تنقضي الآجال وتضيع معها حقوق الشعب التونسي».
وغاب الرئيس التونسي عن عيد الثورة، إذ امتنع في 17 ديسمبر الماضي، عن زيارة ولاية سيدي بوزيد، التي توصف بأنها مهد انفجار الثورة، وذلك نظرًا لـ«التزامات طارئة حالت دون وجوده هناك».
كما لم يلقي سعيد كلمة بمناسبة ذكرى الثورة خلافًا لما جرت عليه العاة في تونس مع الرئيسين السابقين، احتفاءً بذكرى هروب زين العابدين بن علي. فيما هنأ وزراء وسفراء دول أجنبية تونس بالذكرى العاشرة للثورة، من بينهم السفارة البريطانية في تونس، ووزير الدولة بوزارة الخارجية الألمانية، بالإضافة إلى مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكي.