- قصة إسلام البطل العالمي محمد على - الأربعاء _17 _فبراير _2021AH 17-2-2021AD
- الإمام المراغى وملك بريطانيا - الثلاثاء _2 _فبراير _2021AH 2-2-2021AD
- في ذكرى وفاة الشيخ كشك - الثلاثاء _8 _ديسمبر _2020AH 8-12-2020AD
كان الشيخ محمد مصطفى المراغى رئيسًا لقضاة السودان في عهد الاحتلال الإنجليزي، قبل أن يتولّى مشيخة الأزهر الشريف لاحقًا.. وكان الصدام بين الإمام والاحتلال أمرًا حتميًّا، لأنه لم يخف بُغضه الشديد للغاصبين، وتحريضه الدائم على الجهاد لتحرير مصر والسودان.
واضطر الإنجليز إلى مهادنة الشيخ، حتى لا يؤدي عزله أو سجنه إلى اشتعال ثورة.. وعندما عبرت سفينة الملك جورج الخامس البحر الأحمر في طريقها إلى الهند، توقّفت في ميناء «سواكن» واحتشد الأعيان وكبار الموظفين في السودان لاستقبال باخرة الملك، طبقًا لقواعد البروتوكول، الذي لم يكن يسمح لأحد بالصعود إلى الباخرة، سوى الحاكم البريطاني وقائد قوات الاحتلال والسكرتير القضائي.
وأمّا باقي المدعوّين فيقفون على الشاطئ، ويُطل عليهم الملك من أعلى .. وما كان للإمام العظيم والثائر الكبير أن يقبل الدَنِيّة، مهما كلّفه هذا، فجاهر على الفور برفض الوقوف على الشاطئ، فلا أحد يعلو على علماء الإسلام، كائنًا من كان.
وخشي رجال الملك عاقبة حدوث فوضى أو تمرد مُحتمل، فأخبروا سيدهم بالأمر على الفور، وبدلًا من معاقبة الشيخ المراغى، أعجب الملك بشجاعته وعِزّة نفسه، ورغب في رؤيته،فأمر باستثناء الشيخ من قواعد البروتوكول، وأذن بصعوده إلى الباخرة لمقابلته.
وذُهل الحاضرون عندما تقدّم الإمام المراغى إلى مجلس جورج الخامس. واكتفى بمُصافحته، بدون أن ينحني أمامه، طبقًا للقواعد البروتوكولية، كما فعل الجميع! وسأله الصحفيّون المُرافقون للملك في الرحلة عن السبب، فرَدّ عليهم بكل قوّة وثبات وإيمان راسخ كالجبال: «ليس في الإسلام ركوع لغير الله».. ولم يغضب الملك جورج منه، بل ازداد تبجيلًا وتقديرًا له.. وهكذا انصرف الإمام-رحمه الله-من المكان، مُشيّعًا بكل توقير واحترام.