- د. سعيد الحاج يكتب: انشقاقات العدالة والتنمية التركي.. من المسئول؟ - الأثنين _27 _مارس _2023AH 27-3-2023AD
- سعيد الحاج يكتب: عودة العلاقات التركية الصهيونية.. ما الجديد؟ - الأربعاء _23 _نوفمبر _2022AH 23-11-2022AD
- د. سعيد الحاج يكتب: تركيا ومعركة سيف القدس - الجمعة _30 _يوليو _2021AH 30-7-2021AD
١) ما الذي يختلف به الشيخان رائد صلاح وكمال الخطيب -حفظهما الله- في تركيبهما الفكري والنفسي و”العقدي” و”تربيتهما” الإيمانية ووعيهما السياسي عن قيادات حماس الحالية أو السابقة؟ لا شيء كثيراً، أزعمُ.
٢) كل الفكرة أن الهوة الكبيرة في تصريحات الطرفين بخصوص قضية مثل اغتيال قاسم سليماني مردها الرئيس -برأيي- إلى اختلاف الموقع والمسؤولية بين الطرفين قبل أي شيء آخر، مع تقدير مواقف الشيخين تحديداً في كثير من قضايا الأمة.
٣) أقول ذلك، بكل صراحة ووضوح، لأن الكثيرين قدموا كلمات الشيخين صلاح وكمال -حفظهما الله- على أنها النقيض لتصريحات قيادات حـــ0ـــاس بعدِّهما يمثلان الموقف الأخلاقي في مقابل الموقف اللا أخلاقي لقيادات حـــ0ـــاس، وهو تقييم غير صحيح وفهم خاطئ بالحد الأدنى إن أحسنــّا الظن.
٤) كثيرون عتبوا عليها بعضَ خطابها بخصوص سليماني، ولهم الحق بل هو واجب عليهم، فلا أحد فوق النقد والنصح والتصويب.
لكن البعض تمادى في التهجم والشتم (لا النقد) ونسب لها وقياداتها كل عيب ونقيصة، بدءاً من التبعية والذلة مروراً بالأخطاء العقدية وليس انتهاءً بـ”بيع الأمة” والتخلي عنها.
٥) كنتُ قد فصّلتُ سابقاً بخصوص العلاقة بين حماس وإيران واختصاصها حصراً بمشروع المقاومة ضد العدو الصهيوني، في مقالات سابقة ومنشور قبل يومين، ولا أرى داعياً لإعادة التفصيل في ذلك. لكنني سأرد على فكرة الارتهان/التبعية:
٦) أولاً، على صعيد المقاومة. لم يثبت يوماً أن حماس أقدمت على مواجهة مع الكيان الصهيوني لأهداف “إيرانية” كما يدعي البعض. كمثال، فالمواجهة الأخيرة التي بدأها الاحتلال ضد الجهاد الإسلامي -الأقرب لإيران- لم تدخلها حماس بقوة وانتـُقِدت عليها كثيراً.
٧) بالمتاسلة، ذلك “البعض” اتهم الجهاد الإسلامي بتنفيذ أجندة إيرانية، رغم أن المواجهة بدأت باغتيال الاحتلال لأحد قيادييه في غزة وابن أحد قيادييه في سوريا، وهو ما يظهر مدى تهافت الاتهامات
٨) ثانياً، على صعيد التمدد الإيراني في المنطقة. لا أذكر سابقاً ولا حالياً تصريحاً لأحد قيادات حـــ0ـــاس يدعم أو يؤيد السياسة الإيرانية في أي من دول المنطقة لا سيما سوريا والعراق، ولا حتى يبرره أو يسوغه، لا صراحةً ولا تليمحاً.
٩) ثالثاً، يشهد تاريخ العلاقة بين الطرفين أن حماس لم تكن يوماً مرتهنة لإيران، وأنها عند المفترقات الكبرى اتخذت قرارها الذاتي بعكس رغبة طهران. وليست مغادرة سوريا المثال الوحيد على ذلك -رغم أهميته ودلالته الواضحة- فهناك دخول الانتخابات عام 2006 وغيرها.
١٠) رابعاً، دفعت حماس الأثمان الأفدح في السنوات الأخيرة بسبب مواقفها الواضحة من “قضايا الأمة” ولا سيما الثورة السورية ومجزرة رابعة في مصر
رغم أن الكثيرين رأوا أنها اخطأت باتخاذ مواقف حادة وكان يسعها أن تكون أكثر دبلوماسية تجنباً من ارتدادات ذلك عليها والتي كانت قاسية جداً.
١١) خامساً، هناك تهمة اخرى موجهة لحماس، شخصياً لا أوليها أهمية كبيرة وليست في نظري معياراً ذا شأن في التقييم: لم يثبت أبداً على حـــ0ـــاس أنها سهلت “التشيّع” في القطاع الذي تديره بل لعلها فعلت العكس تماماً، وإدارتها لملف حركة “الصابرون” أكبر دليل.
١٢) اذن، ليس ثمة “مواقف” قدمتها حماس ثمناً لدعم إيران لها،لا على صعيد بوصلة المقاومة ولا القضية الفلسطينية ولا قضايا الأمة، بل لا تخفي على لسان نفس القيادات الشاكرة للدعم الإيراني أنها اختلفت وتختلف معها في القضايا الأخرى وأن التعاون والتحالف محدد في المقاومة للعدو الصهيوني
١٣) هي ليست “مواقف” إذن وإنما “تصريحات” تصيب وتخطئ، لكنها لم تكن يوماً على حساب الآخرين، الذين تنظر لهم حماس على أنهم أهلها وحاضنتها وأمتها “الشريكة” لها في مشروع المقاومة.
١٤) مرة أخرى، لا مشكلة في النقد بل هو مطلوب ولا في العتب بل هو مقبول خصوصاً من المكلومين، وليس المزاودين، ولا مشكلة في التخوفات والتحذير من الأخطاء حتى ولو كانت مبالغاً بها أحياناً، فكل ذلك مقدر ومردود للمحبة والثقة والحرص.
١٥) أما أولئك الذين تخطوا كل هذه المساحات ووصلوا لكلام عنصري ضد الشعب الفلسطيني وقضيته، أو نفي صفة المقاومة عن حماس بالكلّيّة أو إنكار ماضيها، أو كيل الشتائم والسباب والكلام الساقط، فهؤلاء لا فائدة كبيرة من نقاشهم ومحاورتهم، فالحقد المتقيَّأ لا يعالجه الحوار العقلاني للأسف.