كم نحن بحاجة لجرعات مركزة لدواء الثقة في حياتنا! ثقة تزيل الضبابية التي ولدها الفساد والفسدة، فكم نحن بحاجة أن نرى الصدق في تعامل المسئول! إننا نريد صدقا تنشأ من خلاله الثقة المتبادلة بين الراعي والرعية، فتكون الثقة فيه أسلوب حياة نحيا به.
إن الثقة تبنى بالممارسات الإيجابية، ثقة تفتح الأفاق المسدود،، وهذا ما يتطلع إليه المواطن اليائس بسبب تسلط الفساد والفسدة.
أن بناء الثقة في النفوس تجعل المواطن عنصر بناء وعنصر داعم لكل مبادرة تصدر من الجهات الرسمية المسئولة.
إن الثقة مازالت أمنية وحلم ينشد، حلم تتمنى الأنفس أن يزرع الأمل، الكل يحلم ويأمل أن بظهر المنقذ من يبعث فينا الأمل الذي أسكتت أنفاسه ممارسات مرعونة غير محسوبة، أصبح حلم المواطن في هذا السكون الملغم يرصد ذاك المتقد، يرصد ذاك الهادي الذي يبعث الطمٱنة في النفوس اليائسة، وما زال المواطن المسكين يتلمس خيوط الأمل في الظلام عله يهتدي لمبادرات الإصلاح في شتى المناحي.
إن حلم ذاك المواطن أن تتعزز الثقة المأمولة، فيرى آثارها في وجه الضعيف المعدوم، يرى آثارها في وجه الأرملة التي أكل الزمن ظهرها، إن الثقة التي مازال المثقف يرسمها بقلمه في مقالاته وأشعاره، مازال ذاك الحلم يترقب تلك الوجوه النظيفة، الوجوه التي لم تلطخها سنوات الفساد، لتعتلي المنصات فتقود المبادرات، إن حلم المواطن الصغير أن ير تلك الوجوه الواعدة، يراها تحمل الأمل الواعد لقطاع واسع من شعبنا الغالي، الذي يستحق أن ينعم في وطنه بالأمان، ويطمئن على مستقبله الضائع.
إن الثقة التي نحلم بها تبني حسب تصور أصحاب الحكمة بالحوار الصريح الذي يكون فيه المواطن شريكا في صناعة مستقبله، شريكا في حل مشكلاته، شريكا في حوار يلامس فيه عين الحقيقة، في حوار تصوره الحكمة التالية:”أنجع علاج لهذا الوضع المتردي هوالاتصال والحوار البناء والمكاشفة الصريحة والواضحة”.
والمؤسف أننا محرمون من هذا الأسلوب الحضاري في بيوتنا، في نوادينا ومجالسنا، محرمون منه في مؤسساتنا، الحقيقة المرة أننا لم نشهد مثل هذه المكاشفة والمصارحة منذ أمد طويل.، وإن حصل فهوحوار طرشان.
ليس كثيرا على شعبنا أن تمنح له الثقة، فيصنع مستقبله باختياره الحر، دون ضغط من أحد، ودون مصادرة من خفافيش الظلام، إن المواطن يمني نفسه لير أحلامه تجسد على الأرض واقعا لا حلما.
- حشاني زغيدي يكتب: رفيق الهجرة النبوية رضي الله عنه - الأربعاء _3 _أغسطس _2022AH 3-8-2022AD
- حشاني زغيدي يكتب: بين ثقافة الانغلاق والاحتواء - الجمعة _29 _يوليو _2022AH 29-7-2022AD
- حشاني زغيدي يكتب: متى يبنى ركن الثقة؟ - الأربعاء _20 _يوليو _2022AH 20-7-2022AD