الأمة| طار وزير الخارجية الكويتي إلى لبنان حاملًا مبادرة لإعادة جدار الثقة بين الدولة التي يُهيمن على قرارها حزب الله، المسلح، ودول مجلس التعاون الخليجي.
تأتي المبادرة الكويتية بعد فترة من توتر العلاقات اللبنانية الخليجية وصلت إلى المقاطعة وسحب السفراء دول الخليج من لبنان جراء تصريحات لوزير الإعلام اللبناني السابق، جورج قرداحي، يصف فيها مشاركة السعودية في حرب اليمن بالعبثية.
واليوم الأحد، استقبل الرئيس اللبناني، ميشال عون، وزير الخارجية الكويتي، الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح، في قصر بعبدا.
وحول تفاصيل ما دار خلال اللقاء، قال الرئيس اللبناني، إن «أفكار مبادرة لإعادة بناء الثقة التي نقلها الوزير الكويتي ستكون موضع تشاور لإعلان الموقف المناسب منها».
وأكد «عون»، أن هناك حرص لبناني ثابت على المحافظة على أفضل العلاقات بين لبنان والدول العربية.
وأوضح أن «لبنان يرحب بأي تحرك عربي من شأنه إعادة العلاقات الطبيعية بين لبنان ودول الخليج العربي وهو ملتزم تطبيق اتفاق الطائف وقرارات الشرعية الدولية والقرارات العربية ذات الصلة».
إعادة بناء الثقة
وفي تصريح له، قال وزير الخارجية الكويتي، إن زيارته إلى بيروت تهدف إلى إعادة الثقة في لبنان، مشيرا إلى أنه قدم مقترحات إلى الجانب اللبناني في هذا الإطار.
ونوه إلى أنه سلم ميقاتي مقترحات وخطوات كإجراء لبناء الثقة مع لبنان، مضيفة أنه «على الأشقاء في لبنان دراستها ومعرفة كيفية التعامل مع هذه المقترحات والمضي قدما فيها».
ولفت إلى أن «هذه الزيارة تحمل رغبة خليجية لبنانية، لاستعادة لبنان رونقه وتألقه كونه أيقونة متميزة في العالم العربي، ولكي يكون الأمر فعالا يجب عدم تدخله في الشؤون العربية الخليجية، وألا يكون منصة عدوان لفظي أو فعلي تجاه أي دولة كانت».
هيمنة حزب الله
من جانبه، أكد الكاتب والمحلل السياسي، يوسف دياب، أن كل محاولات تحييد لبنان عن أزمات المنطقة لا يمكن أن تُلقي آذان صاغية عن حزب الله لأن أجندة الأخير، تختلف كليًا عن أجندة الدولة اللبنانية.
وحول هيمنة حزب الله، على القرار اللبناني، ودوره في زعزعة العلاقات مع دول الخليج، قال «دياب»، في مداخلة هاتفية مع فضائية «الغد»، اليوم الأحد، بالتأكيد، لأنه لا فصل حاليًا بين الدولة اللبنانية وحزب الله.
وأضاف أن لبنان تتحمل تبعات ما يقوم به حزب الله، لأنه يتحكم حاليًا في رئاسة الجمهورية والحكومة والمجلس النيابة، مشيرًا إلى أن الحكومة لا يمكن أن تجتمع إلا بموافقة حزب الله.
وأشار إلى أنه من الصعوبة أن تترجم المبادرة الكويتية العربية على أرض الواقع طالما المقاربات مختلفة بين الشعب اللبناني وحزب الله.
المبادرة الكويتية مصيرها «الفشل»
يذكر أن الرئاسة اللبنانية، أعلنت، أنها تدرس مقترحات وزير الخارجية الكويتي، والتي تشمل الالتزام باتفاق الطائف، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن، وإجراء الانتخابات في موعدها، ومنع تهريب المخدرات، وتشديد الرقابة على الصادرات.
وردًا على مقترحات وزير الخارجية الكويتي، قال «دياب»، إن كل البنود تفجيرية بالنسبة لحزب الله الذي سيرفض القرارات الدولية خاصة رقم 15/59 الذي ينص على نزع المليشيات اللبنانية وحصر السلاح على الشرعية، ووقف التهريب على المعابر، والإصلاحات الداخلية لا يمكن أن يتقبلها الحزب بكل درجاتها.وأوضح أن إعلان الرئاسة اللبنانية لا يمكن أن يتخطى حدود الإعلان لأن القرار النهائي ليس في يديها.