Latest posts by محمد شعبان أيوب (see all)
- الرأسمالية.. و «حياة القلق» - الجمعة 11 ربيع الأول 1441ﻫ 8-11-2019م
- حرامية الأفكار أشد خطورة - الأربعاء 24 صفر 1441ﻫ 23-10-2019م
- صلاح الدين الأيوبي - الجمعة 23 ذو القعدة 1440ﻫ 26-7-2019م
حرامية الأفكار أشد خطورة من حرامية الشباشب والبهايم والغسيل، فالأولون يصنعون بالأفكار واقعًا جديدًا، واقعًا غايته الهيمنة الثقافية أو الصناعية أو العسكرية،
ولذلك فإن جزءًا من الحرب الأمريكية الصينية اليوم تقوم على الفضاء السيبراني لمكافحة القرصنة الصينية التي اعتادت على سرقة الأفكار الفريدة سواء في مجال التكنولوجيا أو مجالات الصناعات العسكرية.
ومن أوجه سرقة الأفكار، عرض طريقة التفكير ذاتها، وآليات تمخض الفكرة من البداية فتتولد عن الطريقة نتائج جديدة، وأفكار مختلفة، وهذه إنما تتأتى من الموهبة والتجربة والفتح الإلهي على من يشاء من عباده،
وكنت قد شاهدت فيلما وثائقيا عن تاريخ اختراع الدبابات الحديثة التي ظهرت لأول مرة على يد مهندس نمساوي شاب قبل الحرب العالمية الأولى بعقد كامل، ثم تطورت الفكرة عند الإنجليز والفرنسيين والأمريكان، ومن هذه الفكرة الجبارة استطاعت إنجلترا صنع دبابة قلبت المعركة لصالحها في تلك الحرب،
ثم استفادت ألمانيا من إحدى هذه الدبابات الإنجليزية لصنع نموذجها الخاص الذي أحدث انقلابا جذريا في مسار الحرب العالمية الثانية حين احتلت ألمانيا بولندا ودولا كثيرة من أوروبا، فاستفادت روسيا السوفيتية من أخطائها وطورت نموذجها الخاص الذي كان له الدور المفصلي في هزيمة الألمان أمام الروس في كورسك وستالينجراد.
الأهم من الأفكار تحويلها إلى واقع عملي، والواقع العملي إذا لم يكن يؤمن بقوة الفكرة، ويفتح الباب واسعا على التمويل فقد يفوته خير عظيم،
كما حدث مع المهندس النمساوي الذي كان أول من اخترع نموذج الدبابة الحديثة لكن بلده النمسا لم يقتنع بالفكرة فانهزموا مع الألمان في الحرب العالمية الأولى بسبب اختراعه! .. وهكذا تأتي الهزيمة من الكبر أو من مجموعة من الموظفين الحمقى الذين وضعوا في أماكن لا تصلح لهم ..