العسكرية التركية كانت فتاكة لا ترحم، لقد كانت مفخرة الإسلام، واستطاعت أن تدحر خصومه، وتهدم عروش أعدائه، لقد أخافوا الغرب وملؤوه ذعرا،
ولعلي أقول: إن خوف الغرب اليوم من الإسلام، وتخطيطهم لمؤامراتهم التي تتوالى عليه ليل نهار،
ليست نتجية فتح خيبر، ولا معركة القادسية، ولا سقوط المدائن، ولا فتح عمورية،
وإنما كانت نتيجة البطش التركي الذي سحق أوروبا باسم الإسلام.
كان جيش الأتراك يسمى «جيش محمد» وكان جنوده يطلق عليهم: المحمديون.
وكنت أشعر بالمجد والفخار وأنا أقرأ رواية الفضيلة للمنفلوطي، وحينما تعرض لمؤلفها، برناردين سان بير، وسفره في البحر، قال إنه خشي النزول إلى جزيرة مالطة، لتعرضها لإغارات الأتراك العثمانيين.
لقد ملأ القوم البحر، كما ملؤوا البر، عشقوا الحرب وكان لا يخيفم شيء، وقد قرأت مرة عن معركة بحرية، خسروا فيها أكثر من 20.000 جندي تركي عثماني.
وأوروبا اليوم حينما تقول لها: مسلم، فإن ذلك يعني في عقلهم تركي، ذلك العدو المرعب المخيف.
يقولون: إن طبيعة الرجل الغربي شرسة وفيها غلظة، ولا يستطيع الصمود أمامهم إلا جنسا أكثر شراسة، وهو ما توفر للأتراك.
قوم كثيرون يحقدون على الترك اليوم، وبعضهم ممن يقرأ هذه السطور، ويرددون:
إن الفتوح التي أنجزوها كانت من بواعث الطمع والجشع، لا من أجل الإسلام،
ولكن الرايات والألوية التي كانت تصاحب هذه الفتوح، كان يعلوها شعار (لا إله إلا الله محمد رسول الله)
وكان الهلال مُجسِدا لأيقونة الإسلام، وإذا كان هناك طمع وجشع من الرؤساء، فإنني أرحب به لو كان سببا في حرق أعداء الإسلام وبتر جذورهم.
ومع حبي للترك وتاريخهم الذي حمل المجد والفخر، إلا أنني صدمت كثيرا حينما هاجر كثير من المصريين إلى هناك،
ونقلوا لنا طبيعة أغلب هذا الشعب التي غالت في العنصرية البغيضة،
وصارت تكره كل جنس غير تركي على أرضها، وما هذه أبدا أخلاق الإسلام..
ولسنا في مصر على هذا النمط السيئ من العصبية والعنصرية البغيضة،
فالمصريون يرحبون بالغريب ويكرمونه، ولعل هذه الأخلاق، مما أصّل لمقولة: الإسلام في مصر.
جمعيات الاتحاد والرقي
خطأ كبير أن تدمج بين الترك اليوم، وبين ماضيهم المشرف، وجمعيات الاتحاد والرقي التي استطاعت بمكر أن تهدم كثيرا من ملامح الإسلام في هذا الشعب.
وهناك حقيقة أكبر لابد أن نسلم بها ولا نكابر في وجودها وهي، أن سيوف الترك كانت حامية، وزلزلت سنابك خيولهم أرض الروم،
وهدمت مدافعهم أسوار القسطنطينية، التي لم يستطع أبطال العرب أن يهدموا منها حجرا واحدا،
ومع هذا الإنجاز، فإنهم لم يحققوا النجاح المرجو في نشر الإسلام، كما فعل العرب،
الذين تفوقوا على الترك في تعبيد الناس لله، وإقناعهم بدينه.
صحيح أن الفتح التركي تسبب في دخول قطاعات عريضة للإسلام، وتوجد الآن أقليات في كثير من دول أوروبا الشرقية بسبب الأتراك،
إلا أن النجاح العربي في نشر الإسلام، كان باهرا مدهشا، حينما دخلت الشعوب كلها في الإسلام على أيديهم.
وقد يفرح بعضهم أن هذا الكلام يقدح في الترك، ويكاد يعميه عن إنجازاتهم القوية في خدمة الإسلام ولو كانت عسكرية،
ولأمثالهم أقول: لولا الترك وجيوشهم العتية الفتاكة، لما وجد اليوم شرق مسلم، ومآذن تكبر يعلو عليها اسم الله.
المسلمون يجب أن يكمل بعضهم بعضا، عسكريا وقيميا.
- حاتم سلامة يكتب: دعارة باسم الوطن - الخميس _11 _أغسطس _2022AH 11-8-2022AD
- حاتم سلامة يكتب: عنصرية الأتراك - السبت _6 _أغسطس _2022AH 6-8-2022AD
- حاتم سلامة يكتب: قصة شيخ أزهري نذل - الخميس _4 _أغسطس _2022AH 4-8-2022AD