يمكن لك أن تكون كاتبا بأي لون وبأي صورة وبأي طبيعة وبأي – نكهة- مهما كانت هذه السمة مرذولة مذمومة، فإنه يمكن للأسوياء قبولها والتناغم معها، إلا أن تكون كاتبا خسيسا، فهذه الصفة من أسوأ وأتعس صنوف الكتاب الذين لا ينالون احتراما ولا تقديرا من أهل الرشد والنظر.!
هل توافقني لو قلت لك: إنه يمكن قبول أي لون من ألوان الكتاب إلا الكاتب الخسيس، فما أحقره وما أسوأه، وما أفجره وما أوضعه.
جرى في نفسي هذا الخاطر، وأنا أقرأ ما كتبه الأستاذ النابه والإعلامي الكبير محمود سلطان حينما قال:
(كانت مقالاته ضعيفة ولا تستوفي شروط الإجازة والنشر.. فارفض نشرها في النسخة الورقية من جريدة المصريون.. وتحت الحاحه انشرها مجاملة له في الموقع الإلكتروني للجريدة..
وفي يوم اتخذني موضوعا للتريقة والتهكم في تعقيبه على منشور كتبته على الفيسبوك بشأن المسائل القلبية والروحية.. َ
وعندما طالبته بأن يتأدب في الكلام معي.. شتمني.. على رغم من انني صحفي محترف.. واجيد استخدام لغة فظة وخشنة
قد تبلغ حد تقطيع هدومه وتعريته.. اكتفيت بعمل بلوك.. وهذه كانت أول مرة استخدم هذه الخاصية على الفيس.. لأني في النهاية صحفي.. وقضيتي هي الحريات
بالمناسبة هذا الشخص علامة الصلاة تغطي نصف وجهه تقريبا)
انتهى كلام الأستاذ سلطان، وعندي أن هذا النوع من الناس خسيس الطبع، لا يتذكر إحسانا ولا منًا ولا يدا بيضاء لمن ينتقدهم،
أو قام اليوم ليسخر منهم يتهكم على مكتوبهم، أشعر الان بذلك الألم الذي يوخز مشاعر الأستاذ محمود حينما تذكر لطفه وذوقه القديم مع هذا المتهكم،
في الوقت الذي رأى سخريته التي تجردت من كل أدب وذوق..
ليعطينا درسا كبيرا نتعلمه اليوم في عالم الكتابة، أن البيئة والتربية، تنعكس كثيرا على الأقلام،
أو تنضح بها الحروف لترسم صورة أصحابها الحقيقية من حيث لا يشعرون.
الكتاب الكبار علمونا معنى المروءة في قلم الكاتب، وكيف يكون الكاتب فارسا بقلمه، نجيبا نبيلا في تعامله حتى مع خصومه الذين يخالفونه.؟
حينما مات الرافعي،
حدثت خصومة بين تلاميذه وتلاميذ العقاد، ولم يدخل العقاد المعركة،
حينما احترم خصمه الذي مات ورحل عن الحياة، فلا يمكن للعقاد النبيل، أن يهاجم ميتا لا يملك الدفاع عن نفسه.
استدعت الثورة هيكل باشا ليقدم شهادة في خصمه الحزبي سراج الدين الوفدي،
فلم يسئ إليه بكلمة واحدة، ولما سئل في ذلك عن هذا الاعراض قال: لا يمكن لي أن أهاجم أعزلا لا يستطيع الدفاع عن نفسه.
وأمام هذه الصور النبيلة التي أدهشتنا بنبلها، كان وقع الصور الخسيسة مؤلما على الصورة المقابلة.. فإنني أعرف كاتبا،
ما اكتسب شهرته ككاتب، إلا بالدوران في فلك جماعة من الجماعات التي كانت ملء السمع والبصر في وقت مضى،
حينما عرفوه للناس، وأفسحوا له مجلاتهم وجرائدهم وقنواتهم ليكتب ويظهر ويصير من أصحاب الأقلام والفكر والرأي.
ثم لما محيت الجماعة من الساحة، صار أشرس يهاجمها، وينتقدها ويصب عليها لعناته وسبابه، وأثبت للدنيا كلها أن لديه طاقة عظيمة من الخسة لا تبارى.
بل لا شك أنه جمع بين الخسة والنفاق أعاذنا الله.
- حاتم سلامة يكتب: ياله من رجل - الجمعة _20 _مايو _2022AH 20-5-2022AD
- حاتم سلامة يكتب: شيرين أبو عاقلة.. ومعترك العقيدة - السبت _14 _مايو _2022AH 14-5-2022AD
- حاتم سلامة يكتب: دعاوى شيطانية - الأحد _8 _مايو _2022AH 8-5-2022AD