الأمة| توقعت وسائل إعلام أمريكية، بتوتر العلاقات بين السعودية وأمريكا مع قدوم الرئيس جو بايدن إلى البيت الأبيض، عكس سابقة دونالد ترامب، الذي كان داعمًا لنظام الحكم في المملكة على مدار السنوات الأربع الماضية.
بينما أعربت السلطات السعودية عن تفاؤلها بالإدارة الأمريكية الجديدة، برغم توعد جو بايدن بملاحقة المملكة قضائيًا بسبب ارتكابها جريمة قتل الصحافي جمال خاشقجي.
وفي أحدث تصريح لوزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، الخميس، قال إن بلاده «متفائلة بعلاقة ممتازة مع الولايات المتحدة تحت إدارة الرئيس جو بايدن».
وأضاف لفضائية «العربية» السعودية شبه الرسمية، أن التعيينات في إدارة بادين «تدل على تفهمها للملفات والقضايا المشتركة بين واشنطن والرياض»، وتابع: «علاقتنا مع أمريكا علاقة مؤسسات ومصالحنا المشتركة لم تتغير».
وكانت تقارير إعلامية أمريكية توقعت «علاقة متوترة» بين السعودية وإدارة بايدن، بعد 4 سنوات منح فيها الرئيس السابق دونالد ترامب الرياض كل الدعم.
وكان المرشح الديمقراطي رد خلال حملته الانتخابية على سؤال حول الطريقة التي كان يجب على أمريكا التعامل بها مع مقتل الصحافي جمال خاشقجي وحربها داخل اليمن، وقال إنه كان سيمضي في تجميد المساعدات العسكرية إلى السعودية وجعلها دولة منبوذة على الصعيد الدولي.
وأضاف، آنذاك: «كنت سأوضح بجلاء أننا لا نعتزم في الواقع بيع الأسلحة لهم، وننوي إجبارهم على دفع الثمن ونبذهم بإلغاء جميع الإعانات الأمريكية الممنوحة للسعوديين ومبيعات أي مواد لهم حيث أن حكومتهم تحظى بقيمة اجتماعية إيجابية قليلة جدا بعد أن قتلت الأطفال والأبرياء ما يحتم ملاحقتها».
وحول ردود فعل الساسة على موقف الرئيس الأمريكي الجديد من المملكة، قال «عصام عبد الشافي»، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، إن تصريحات «بايدن» أثناء حملته الانتخابية، نزعت عن النظام السعودي أوراق الثقة والمصداقية التي زرعها ترامب، وخلقت لديه حالة من القلق والاضطراب.
وأضاف عبد الشافي في تصريحات له عقب ظهور نتيجة الانتخابات الأمريكية،أن «الديمقراطي «بايدن» وجه في حملته انتقادات مباشرة للسلطات السعودية على خلفية الجريمة الشنعاء التي ارتكبها ولي العهد بحق خاشقجي في سفارة المملكة بتركيا».
وأوضح أن السنوات الماضية كشفت رضاء الرئيس المنتهية ولايته «ترامب» على ما حدث بدليل عدم وجود اتهامات مباشرة من قبل البيت الأبيض للمنفذ الرئيسي لجريمة خاشقجي، بعكس تصريحات الرئيس الجديد والتي كانت شديدة التأثير ضد النظام السعودي.
ولفت أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، أن السلاح الأمريكي هو المستخدم في الحرب السعودية أو «العدوان» – حسب وصفه- على اليمن منذ مارس 2015 والتي خلفت أكثر من 100 ألف قتيل ومئات الآلاف من الجرحى.
ورأى «عبد الشافي»، أن الإدارة الأمريكية الجديدة انتزعت أوراق الثقة والمصداقية عن النظام السعودي وفق المُعلن حتى الآن بشأن «العدوان» على اليمن وجريمة اغتيال «خاشقجي»، متوقعًا احتمالية تغير وجهات النظر بعد تولي السلطة في يناير 2021 لكنه استبعد في الوقت ذاته أن يكون موقف بايدن مثل ترامب حول هاتين القضيتين.
آنذاك، علقت السلطات السعودية على تهديدات الرئيس الأمريكي الجديد، حول ملاحقتها دوليًا جراء حرب اليمن وقتل الصحافي جمالي خاشقجي.
وأكد وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودية، عادل الجبير، خلال لقاء تلفزيوني مع شبكة CNN الأمريكية، أن بلاده تتعامل مع رئيس الولايات المتحدة كصديق سواء كان جمهوريًا أو ديمقراطيًا.
وأشار إلى أن علاقة المملكة قوية مع الحزبين -الديمقراطي والجمهوري-في أمريكا ومع كل عقد يمر تصبح أقوى وأوسع وأعمق، على حد تعبيره.
وتوقع «الجبير» ألا يكون هناك تغييرًا كبيرًا في السياسة الخارجية لأمريكا، خاصة أن الرئيس المنتخب بايدن، عضو في مجلس الشيوخ منذ 35 سنة، ولديه خبرة هالة حيث عمل نائبًا للرئيس لمدة 8 سنوات.
ورأى الوزير السعودي أن ما يقوله المرشحون في حملاتهم الانتخابية لا يترجم غالبًا بمجرد انتقالهم إلى المنصب، مستشهدًا بهجوم دونالد ترامب على المملكة قُبيل دخوله البيت الأبيض إذ توجه إلى السعودية في أول زيارة خارجية عقب توليه رئاسة الولايات المتحدة.
ويقول مراقبون إن المملكة تشعر بقلق من احتمال أن تتراجع إدارة بايدن عن العقوبات ضد إيران وتعود للاتفاق النووي الذي انسحب منه ترامب، وتحد من مبيعات الأسلحة للرياض وتحاسبها على مسألة الحقوق.
وفي هذا الصدد، قال بن فرحان، في تصريحاته لقناة «العربية»: «سنتشاور مع الولايات المتحدة بخصوص الاتفاق مع إيران؛ ليكون ذا أساس قوي»،
ولفت إلى أن الدول الأوروبية تتفهم أن الاتفاق السابق مع طهران يحوي نواقص، في إشارة إلى عدم شموله برنامج طهران للصواريخ الباليستية.
وقال: «ضعف اتفاقيات سابقة مع إيران سببه عدم التنسيق مع دول المنطقة، وعلى النظام الإيراني أن يغير أفكاره ويركز على رخاء شعبه». وتابع: «يدنا ممدودة للسلام مع إيران لكنها لا تلتزم باتفاقياتها”»، مؤكداً أن دعوات إيران للحوار تهدف للتسويف والهروب من أزماتها.
والثلاثاء، رحب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، بدعوة قطر لحوار شامل في المنطقة بين طهران ودول الخليج، وأضاف عبر تويتر: «أكدنا باستمرار أن حل تحدياتنا يكمن في التعاون لتشكيل منطقة قوية بشكل مشترك، منطقة سلمية ومستقرة ومزدهرة وخالية من الهيمنة العالمية أو الإقليمية».