كتب|| إسلام عاطف
تدهور العلاقات الصينية الهندية خلال هذه الأيام، على خلفية قيام الجيش الصيني بالتوغل العسكري داخل الأراضى الهندية، والذى أسفر عن وقوع اشتباكات مسلحة وإطلاق النار بين الطرفين.
بداية تدهور العلاقات الصينية الهندية
التوتر بين الدولتين ليس جديداً، فقد دخل البلدان في العديد من الأزمات، واندلعت حرب بين البلدين عام 1962 بسبب الحدود المتنازع عليها في جبال الهيمالايا، وحقق الجيش الصيني الانتصار، ولم تتلق الحكومة الهندية خلال هذه الحرب أى مساعدات من حلفائها.
ولم يتنهى المشهد عند هذه الحرب بينما اندلعت عدد من الاشتباكات الصغيرة بين الجانبين، ولكن لم يحدث قتال بشكل واسع النطاق.
وتوترات العلاقات مرة ثانية وكانت ستصل إلى الحرب ولكن انتهت إلى اتفاق ساهم في إنهاء الأزمة، حيث تدخل الجيش الهندي ومنع فريق بناء عسكري صيني من توسيع طريق إلى داخل منطقة متنازع عليها في بهوتان فى صيف 2017 بهضبة دوكلام، واستمرت الأزمة مايقرب من 73يوماً ، وطلبت الصين من الهند وقتها بسحب القوات أو طردها بالقوة.
ومازالت العلاقة بين الدولتين تشهد حالة من التوتر والهدوء من حين لآخر، بسبب حالة الاستقطاب التي تفرضها طبيعة النزاعات القائمة، وخاصة النزاع بين الهند وباكستان حول كشمير والنزاعات الحدودية الأخرى في المنطقة، بالرغم من ذلك هناك علاقات تجارية وتعاون عسكري.
العلاقة بين الصين وأمريكا وموقف الهند منها
تشهد العلاقة بين الصين والولايات المتحدة توتراً فى أكثر من ملف، في حين تشهد العلاقات بين واشنطن ونيودلهي تحسناً كبيراً، وخاصة في ظل التقارب بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، ولهذا كانت تستغل الهند هذا التوتر لصالحها.
الجانب العسكرى والاقتصادي بين الدولتين
كما أن بكين ونيودلهى لهديهم صراع من نوع خاص بينهم فى فرض السيطرة والهيمنة فى المنطقة، وعليها يتوغل الجيش الصيني الأراضى الهندية استعراض القوة العسكرية، وتعد هذه رسالة للولايات المتحدة ، ودول أخرى في منطقة شرق آسيا، كاليابان وتايوان وكوريا الجنوبية، ترفض ادعاءات بكين المتعلقة بأحقيتها في السيطرة الكاملة على بحر الصين الجنوبي.
وعلى الجانب الاقتصادي أصدرت الحكومة الهندية قرارا يلزم أي استثمارات قادمة من دول تشترك الهند معها في الحدود، بالسعي أولاً للحصول على موافقة الحكومة، ويهدف هذا القرار، وفقاً للمراقبين، إلى الحيلولة دون أي استحواذ على شركات هندية للصين استثمارات فيها, ولذلك فقد أثار القرار حفيظة الصين ووجهت انتقادات علنية له، لأنه يؤثر في شركاتها واستثماراتها.
العلاقات الصينية الباكستانية وتأثريها على الهند
تجمع الصين وباكستان مصالح مشتركة عديدة على الصعيد السياسي والاقتصادي، وتعمل الصين على إحياء «طريق الحرير» أو «الممر الاقتصادي» عن طريق باكستان وربط إقليم سنغان بميناء غوادار الباكستاني الذي بنته الصين.
وتقدر تكلفة البنية التحتية للممر الاقتصادي بـ60 مليار دولار، ويمر عبر الجزاء الخاص بدولة باكستان في إقليم كشمير ويتصل بشبكة من الطرق الصينية البرية والبحرية والسكك الحديدية وخطوط الأنابيب، وذلك تصل الصين إلى المحيط الهندي وسيصبح نقل البضائع الصينية إلى العالم والشرق الأوسط بأقل تكلفة تحت حمايتها بعد أن تتواجد قواتها لحماية الطرق بشكل شرعي، وهذا يضر الاقتصاد الهندي ويحدث توترًا في المنطقة مجدداً، كما أن الممر سيسمح للصين بالتحرك سريعاً لنجدة إسلام آباد في حال اندلاع حرب بينها وبين نيودلهي.
وعلى الجاني السياسي ساندت الصين باكستان في قضية كشمير المتنازع عليها بين الهند وباكستان بعد أن أيّدت طلب باكستان من مجلس الأمن الدولي، ببحث قرار الهند بإلغاء الوضع الخاص للإقليم.