
لازالت تداعيات التصريحات التي أدلي بها السفير السعودي السابق في القاهرة ووزير الدولي السعودي الحالي للشئون الإفريقية أحمد القطان والتي أوضح فيها أن أحمد شفيق كان الفائز بالانتخابات الرئاسية عام 2012وأن المجلس الأعلي للقوات المسلحة الحاكم حينذاك قد رضح لضغوط هيلاري كلينتون باعلان الدكتور محمد مرسي رئيسا مستمرة حيث أجمع المقربون أن هذه التصريحات تؤكد وجود أزمة مكتومة بين القاهرة الرياض
تصريحات القطان تضمنت أيضا تفنيدا سعوديا لرواية شبه رسمية مصرية بأن الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك –الذي أطاحت به ثورة الخامس والعشرين من يناير -هو من تنازل للسعودية عن جزيرتي تيران وصنافير حيث نفي ذلك بشكل تام مؤكدا أن مبارك رفض بشكل مستمر تسليم الجزيرتين للسعودية وهو رسالة سعودية صريحة بأن السيسي هو من تنازل عن الجزيرتين رغم أن اعلام السلطات المصرية سعي كثيرا لإلصاق الأمر بمبارك
بل وكشف وزير الدولة للشئون الإفريقية أحمد القطان أطلق تصريحا غريبا وغير مفهوم بأن الدكتور مصطفي الفقي سكرتيرا مبارك للمعلومات ورئيس مجلس أمناء مكتبة الاسكندرية والمقرب من النظام قد طالب السعودية باللجوء للتحكيم الدولي لاستعادة الجزيرتين بشكل يثير التساؤلات حول أسباب حرق الفقي بشكل علني أمام الرأي العام وهو مسلك خشن يؤكد عمق الاستياء السعودي من حالة الصمت المصرية من إدانة أمريكا لولي العهد السعودي لمقتل بن سلمان

عديد من المراقبين أوضحوا أن هذه التصريحات تكشف عن شهر العسل بين القاهرة أو الرياض قد دخل اختبارا صعبا أو علي الأقل أن هناك جفوة بين العاصمتين العربيتين الكبيرتين خصوصا في ملفات عديدة منها استياء القاهرة من هرولة عواصم خليجية الي التطبيع مع إسرائيل بضوء أخضر سعودي بشكل يعتبره القاهرة انتقاصا من دورها كحلقة وصل وحيدة وتقليدية بين عواصم عربية مؤثرة والكيان الصهيوني
المشكلةو الثانية التي تمر بها العلاقات السعودية المصرية هي استياء القاهرة من حالة الصمت التي تتعامل بها الرياض مع الموقف الإثيوبي المتعنت من ملف سد النهضة حيث كانت القاهرة تعول علي دور سعودي في لجم التشدد الإثيوبي في ظل ما تتمتع به الرياض من نفوذ في الساحة الإثيوبية نتيجة استثماراتها الضخمة في مفاصل الدولة الإثيوبية وهو ما لم تقدم عليه الرياض بشكل أثار استياء القاهرة
ولعل القاهرة بحسب مصادر دبلوماسية مصرية قد أرادت من خلال حالة الصمت علي تقرير إدارة بايدن حول مقتل خاشقجي وتلميحها إلي أن التخلص من الإعلامي السعودي الراحل جمال خاشقجي قد تم بضوء أخضر من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان رد الصاع صاعين للرياض من موقفها غير المتوقع من سد النهضة وبل ربما أردت القاهرة توصيل رسالة للرياض بأنها تنتظر منها الكثيرالكثير من الضغوط المؤثرة لتليين الموقف الإثيوبي المتشدد مع اقتراب الملء الثاني لسد النهضة
أما ثالث الأزمات التي تشهد تباينا بين القاهرة والرياض فتتمثل في الموقف من نظام الأسد فالقاهرة أعلنت خلال الاجتماع الأخير لمجلس الجامعة العربية رغبتها في عودة الأسد الي الجامعة العربية باعتبار ذلك يخدم الأمن القومي العربي وهو ما يتناقض مع رغبة سعودية في توظيف هذه العودة لإجبار الأسد علي تقديم تنازلات للمعارضة السورية في ترتيبات الوضع في سوريا .
وربما شعرت القاهرة باستياء من هرولة الرياض منفردة للمصالحة مع قطر بشكل أحادي ورفع الحصار عن الدوحة دون انتزاع تنازلات قوية من الحكم القطري بشكل بدت معه المصالحة مع نظام تميم بن حمد باعتبارها انتصار للمحور التركي –القطري في المنطقة بشكل زاد من التوتر المكتوم بين البلدين
ورغم وجود توتر مكتوم بين العاصمتين العربيتين إلا مصادر دبلوماسية عربية قللت من استمرار هذه الأجواء بين القاهرة والرياض أن المسألة لا تتجاوز عتبا شديد بين البلدين ظهر في الصمت المصري وعدم التأييد المفتوح للرياض ولولي العهد السعودي فيما يخص تقرير خاشقجي هو ما ردت عليه الرياض بتصريحات خشنة من القطان تمت بضوء أخضر رسمي سعودي
الفقيه الدستور المصري الدكتور محمد نور فرحات علق علي تصريحات القطان تجاه مصر بالقول ستوقفني بالنسبة للشأن المصري في حديث الوزير السعودي احمد القطان وسفيرها السابق بمصر ادعاؤه ما يلي – أن مبارك رفض التسليم السعودية الجزيرتين و أن الفائز الحقيقي في انتخابات الرئاسة كان احمد شفيق وأن النتيجة تغيرت لأن الإخوان كانوا سيحرقون مصر.
مضي فرحات للقول استوقفني كذلك أن السعودية قدمت دعما ماليا سخيا لمصر فور حدوث الثورة أن السعودية لم تكن تنظر بعين الارتياح لحكم الإخوان لمصر. أن العلاقات كانت قوية بين السعودية ودوائر الحكم في المرحلة الانتقالية .
بل أن تصريحات القطان أكدت أن السفيرالسعودي كان علي علاقة وثيقة بدوائر الإعلام وعدد من الإعلاميين منهم مصطفي بكري ووائل الابراشي فضلا أن الأمير محمد بن سلمان لعب دورا تاريخيا في استيلاء السعودية علي الجزيرتين ، دون أن يفصح عن طبيعة هذا الدور.
تساءل الفقيه الدستوري المصري متسائلا هل ستقابل هذه التصريحات المذاعة بالصمت؟