- حزب فرنسا العربي.. من نابليون إلى ماكرون! - السبت _9 _يناير _2021AH 9-1-2021AD
- كلهم في التطبيع سواء! - الخميس _31 _ديسمبر _2020AH 31-12-2020AD
- الاستعلاء الغربي.. وجذوره اليهودية والرومانية! - الجمعة _11 _ديسمبر _2020AH 11-12-2020AD
منذ هجرة النبي ﷺ إلى المدينة وقيام دولة الإسلام وأهل الإرجاف من أهل النفاق والريب يظهرون في كل زمن يواجه فيه أهل الإسلام أعداءهم، كما واجه النبي ﷺ المشركين واليهود، كعدو خارجي ليهول أهل النفاق والإرجاف من خطر العدو وعدته وعتاده وأنه لا قبل للأمة بهم حتى لا تظهر للإسلام قوة وشوكة.
ولخطورة الإرجاف قرنه الله عز وجل بالنفاق في قوله تعالى ﴿لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ﴾ كونهم عدوا داخليا خفىا يفت في عضد الأمة وهي تواجه أعداءها.
وهذا ما نراه اليوم في أوضح صوره فيما تواجهه تركيا من حملة تخذيل إعلامية من المرجفين العرب من الأدوات الوظيفية الخفية الذين لبسوا لباس الثورة وهم في الحقيقة جزء من المنظومة العربية ووجهها الشعبي من جماعات إسلامية وظيفية وكتاب ومفكرين، فمنهم من وصف التدخل التركي بالاحتلال العثماني، ومنهم من اتهم تركيا بأنها تمثل حلف النيتو، ومنهم من اتهمها بالدفاع عن مصالحها القومية على حساب دماء الشعب السوري، ومنهم من حذر من العثمانية الجديدة، ومنهم من اعتبرها حربا بالوكالة، كل ذلك لمنع اصطفاف الأمة وشعوبها مع تركيا التي تواجه التداعي الأممي على العالم الإسلامي، ليصدق فيهم قول الله تعالى ﴿وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ﴾.
واستخدموا كل وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي للتشكيك في وقوف تركيا مع الأمة وشعوبها، واشتدت هذه الحملة على تركيا عندما دخل جيشها إلى أرض المعركة والرباط في سوريا، وهم من قبل يلمزون تركيا بالتخاذل وعدم نصرة الشعب السوري ليكشف الله خبايا أنفسهم المرجفة وقلوبهم المريضة واصطفافهم مع أعداء الأمة، ولكل منهم وجهة هو موليها فمنهم من ولى وجهه شطر الدول الغربية الصليبية، ومنهم من ولى وجهه لإيران الصفوية، ومنهم من ولى وجهه للأنظمة العربية والخليجية الوظيفية، وكل يؤدي دوره الوظيفي إما بالإرجاف والتخذيل، أو بالصمت المريب.
فالمعركة بين الأمة وشعوبها مع أعدائها في الداخل والخارج أصبحت مصيرية وحدية ولا يقبل فيها بالتشكيك أو الحياد والصمت، وستكشف الأحداث الكبرى القادمة المزيد من انكشاف أقنعة أهل النفاق والإرجاف وسيلحقون برعاتهم وداعميهم الذين تولوهم من دون الأمة وشعوبها.
تركيا اليوم بعد تحرر قرارها السيادي والسياسي دخلت مع الأمة وشعوبها في معركة التحرر من هيمنة الحملة الصليبية الغربية التي أسقطت الخلافة العثمانية الإسلامية، وبدأ التاريخ يعيد نفسه بوحدة العرب والترك في خندق واحد في مواجهة هذه الحملة الصليبية التي فصلت بين العرب والترك بالقومية والوطنية والعلمانية لمنع عودة الإسلام من جديد كأمة ودولة وهو أشد ما يخشاه الغرب منذ سقوط الخلافة وستواجه تركيا والثورة العربية من النفاق وأهله والإرجاف وأبواقه ما واجهته الخلافة العثمانية من قبل لكن الفرق اليوم هو أن الغرب في أفول والأمة في ظهور!
﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ﴾