كان المترو يدفع عجلاته في محطة عين شمس، راح الصديقان اللذان ركبا توًا يقصدان حلوان يمضيان الوقت في الكلام، ارتفعت ضحكة امرأة لعوب، فاتجهت إليها الأنظار، أمتعض بعض الجالسين، فيما اقترب منها شابان سريعا، ومكثا منها غير بعيد، بينما أرهف أكثر الركاب السمع لعلهم يسمعون حديث المرأة مع الرجل الذي يجاورها المقعد.
وصل المترو محطة الحلمية، وأبطأ المترو فيها على غير عادته، صوت شجار وصل إلى مسامع الركاب في المترو، نظر أحد الصديقين من نافذة القطار فوجد تجمّـعا قريبا من عربة القيادة، نزل بعض الراكبين وصاروا يراقبون المشهد؛ امرأة تتشاجر مع سائق المترو، غادر السائق كابينة القيادة ونزل إلى رصيف المحطة .. بادل المرأة السباب، رفعت المرأة عقيرتها وكأنها ملكت فريستها قائلة:
– كيف تغلق الباب على يدي بينما أنا أركب؟
– وما أدراني بذلك؟! لماذا تركبين العربة في اللحظة الأخيرة؟
– عليك التأكد أن الجميع قد ركب بسلام.
– أنت، لماذا تقفزين إلى العربة بينما ضلفتي الباب تغلقان؟
راكب أول:
– لقد تأخرنا، لا يصح أن تترك القيادة لتتشاجر مع الركاب.
السائق:
– لقد اقتربت المرأة من مكان القيادة ثم سبتني.
راكب ثان:
– ابلغ الشرطة، كيف تستخف بنا إلى هذا الحد؟
راكبة:
– تركت ابني الصغير مع جارتي نائما، أخشى أن يستيقظ فلا يجدني فلا يكف عن البكاء.
نظر السائق للمرأة شذرا ثم عاد إلى مقعد القيادة، وعاد الركاب كل إلى مكانه، واندفعت عجلات المترو من جديد.
حين بلغ القطار محطة الشهداء حيث يوجد أعلاها الميدان الحيوي، ميدان رمسيس، قال أحد الركاب:
– محطة مبارك.
فرد الآخر:
– محطة الشهداء.
– مبارك أو الشهداء، لا فرق.
– ألم يُقتل شهداء ثورة يناير في حُكم مبارك؟
ثم دارت العجلات من جديد وحين استقرت في محطة الرئيس محمد نجيب، قال أحد الصديقين لصاحبه:
– لماذا سموا المحطة محمد نجيب؟
– يبدو أنه ابن نجيب ساويرس، ذلك المليادير المعروف.
– وما حجم سلطته حتى يسموا المحطة بـ اسم ولده؟
– بفلوسه يا سيدي.
– صحيح.