- بشير بن حسن يكتب: الفكرة المضادة - السبت _11 _فبراير _2023AH 11-2-2023AD
- بشير بن حسن يكتب: كيف تصبح سلفيا؟ - الأربعاء _21 _أكتوبر _2020AH 21-10-2020AD
- قولوا ديكتاتور.. ولا يهمني! - السبت _15 _أغسطس _2020AH 15-8-2020AD
عندما يغيب عن الشخص عمق التفكير والمقاربة بين شيئين، في اعتبارٍ للأولويات والمآلات والموازنات، وغيرها من أنواع الفقه العام، يهرع على الفور إلى الفكرة المضادة تماما،
فيجعل موقفك أو كلامك لزاما لها!!
وهذا شبيه بقول القائل: من لم يكن معي فهو ضدي!! وهو ضرب من ضروب السّطحية في الفهم والتحليل !
فمثلا : تجادل أحدا في انحراف منهج القرآنيين فيقول لك: إذن أنت ضد القرآن!!!
وتقوّم شخصا في منهجه الدعوي فيقول لك : إذن أنت ضد الدعوة إلى الله!!
وتبين عيبا أو عيوبا في فهم أو تطبيق منهج ما فيقول إذن أنت ضد المنهج الحق؟!
تقول هذا شيء قد لا يناسب طرحه أو تبنّيه في الوقت الحاضر لعدم سماح الظروف له، كالحدود وغيرها فيقول إذن أنت ضد شرع الله!
إنها السطحية المقيتة !! وتصاحبها في الغالب حميّة في غير محلها، وإعجاب بالرأي، و مزايدات وطعن في النيات!
الخلاصة:
منهج الإصلاح في الإسلام قام على اعتبار ومراعاة الأولويات، ولذا ما نزل القرآن الكريم جملة واحدة،
ولا شرعت الشرائع دفعة! بل عاملُ الزمن كان حاضرا دائما،
ولو تأملنا في كل أحكام الإسلام لوجدنا أنها مرّت بمراحل في تشريعها حتى أركان الإسلام!! فكيف بفروع الشريعة؟!
وما تم الشرع إلا قبل موت النبي ﷺ بثمانين يوما حين نزل عليه قوله تعالى
(اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا).
وأعظم أصل من أصول الدعوة والإصلاح للنفس والفرد والمجتمع قول رسول الله ﷺ (ابدؤوا بما بدأ الله به)
نعم إنه فقه التدرّج.. وفقه الأولويات.. وفِقه الموازنات.. وفقه المآلات.. وفِقه الواقع والمتوقع.. الذي لا يعرفه المتحمسون
و لا يفقهه السطحيون.