- الولاء - الجمعة _1 _فبراير _2019AH 1-2-2019AD
- تركيا.. جغرافيا وطاقة - الأربعاء _27 _ديسمبر _2017AH 27-12-2017AD
- ميانمار.. والعرب - الأثنين _11 _سبتمبر _2017AH 11-9-2017AD
أيام ثورة 25 يناير، وفي دردشة مع شخص يملك الكثير من الوعي والثقافة.. وجاءت سيرة الإخوان، فقال ما معناه إن الناس التي تنتمي للإخوان.. تدين بالولاء للجماعة أكثر مما تدين بالولاء للدولة.. وهو لهذا السبب متخوف من الإخوان.
مأمون فندى.. كتب مقالا في جريدة “الشرق الأوسط” عن الإخوان ووصفهم بأنه جماعة تريد أن تستولي على الدولة وتبتلعها.. مثل حزب الله في لبنان وان كل منتمى للإخوان.. ولائه للجماعة أولا.
أحمد رجب (صاحب: نصف كلمة) وصف مرة النادي الأهلي بأنه أصبح كيانًا أبعد ما يكون أن يكون ناديًا رياضيًا.. وأصبح كيان تخشاه كل الأنظمة وأن الولاء للنادي عاد طاغيًا على الولاء للدولة.
موضوع الولاء وتعارض الولاءات مثار منذ أمد بعيد.. ليس بالموضوع الجديد.. وأظن أننا لسنا بدعة في حكاية تعارض الولاءات.. نحن جميعا نذكر موضوع انفصال كتالونيا عن أسبانيا.. ومدى القهر الذي حل بالجماهير الكروية الأسبانية.. ليس بسبب انفصال أغنى إقليم في الدولة.. ولكن حزنا على نادي برشلونة الموجود في كتالونيا والذي سيصبح كتالونيًا وليس أسبانيًا.. أي أن الولاء للنادي أزاح الولاء للوطن خطوات إلى الخلف.
موضوع الولاء.. هو اختيار طوعي لكل منا وليس هناك إجبار عليه.. أو منصوص عليه مثلا في بطاقة الرقم القومي.. فالولاء لفكرة والاستعداد للتضحية من اجلها هو خيار شخصي.. هناك ولاء لفكرة أو دين أو نادي أو قبيلة.
ولكن متى يصبح الولاء للوطن وللوحدة الوطنية هو الجامع والمهيمن على كل الولاءات؟
الإجابة: بالعدل
حين يشعر الزبال أن من حق ابنه المتفوق.. الالتحاق بالسلك الدبلوماسي والقضائي.
حين تمنح العلاوات والزيادات لجميع العاملين بالدولة بالتساوى.. مبلغ واحد لكل العاملين.. ولا يتم ربط العلاوة بالراتب.. حينما تتوقف مسخرة زيادة الجيش والشرطة والقضاء.. حينما تتضاعف غرامات المرور على السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية.. بدلا من مهزلة اعفائهم من الغرامات.. حينما يسود العدل ويشعر رجل الشارع فعلا أن هناك عدلًا حقيقىًا.. سوف يكون ولاؤه للوطن.
دون ذلك.. سوف تظهر الولاءات هنا وهناك.. وعموما الأنظمة المستبدة دائما تخلق ولاءات خاصة.. حين تغدق فى العطاء لشريحة محددة أو أصحاب مهنة واحدة.. على سبيل المثال.. القضاء.. بالتأكيد القضاة سوف يذهب ولاؤهم لولى النعم.. ويدافعون عنه بكل السبل.. ويمتثلون لرغباته قبل أوامره قبل أن ينطق بها.. وبالتأكيد سوف يشعر رجل الشارع بكل ذلك.. فتنفك عرى الولاء للوطن.