التوظيف العاجل للطائرات المسيرة في عمليات الإغاثة في تركيا وسوريا
من أكثر المشكلات تعقيدًا في أثناء عمليات الإغاثة وإدارة الكوارث في الحروب والنوازل والأزمات صعوبات الوصول إلى ميدان الكارثة وإنزال المساعدات، وإجلاء الجرحى والمصابين، ورفع الجثث تمهيدًا لدفنها تجنبًا لانتشار الأوبئة؛ فالإنزال الحالي في أوقات الأزمات يعتمد على الطائرات التقليدية والمروحيات، وهي عملية مكلفة ومعقدة للغاية، ولاسيما أن تلك الطائرات تواجه صعوبات شديدة في الوصول إلى المناطق الوعرة وفي الحرائق وأثناء الحروب.
تزداد الصعوبة في عدم جاهزية معظم فرق الإغاثة للقفز المظلي في الأماكن المستقرة، فما بالنا بالقفز في وسط المخاطر المهلكة وتداعيات الأزمة الكارثية؟! كما أن العشوائية في إنزال المعونات سمت مصاحب لتوزيع المعونات الغذائية والكسائية والمستلزمات الطبية عبر الطائرات التقليدية في أوساط الأزمات، فهو إنزال يصاحبه الكثير من التلفيات للمعونات، وضعف وصولها إلى المستهدفين من المنكوبين، مع عدم وصولها في أحيان كثيرة لفرق الإغاثة والمتطوعين لإدارة توزيع تلك المعونات في ميدان الكارثة.
من هنا برزت أهمية تقنية الطائرات دون طيار الجديدة وسريعة التطور والمتحكم فيها رقميًا عن بعد، وذلك في توظيفها في ميدان الإغاثة وإدارة الكوارث.
البداية كانت من سنوات قليلة وبطريقة اختبارية؛ حيث وظّفت في تحديد أماكن الضحايا في بعض الأعاصير التي ضربت مناطق جنوب شرق أسيا، تحديدًا خلال إعصار (هايان) في الفلبين،
الذي تسبب في مقتل أكثر من عشرة آلاف شخص، وخسائر مادية بالمليارات،
ونجحت التجارب المبدئية لاستخدام الطائرات دون طيار في تحديد أماكن بعض الوفيات والمصابين؛
مما سهل على أطقم الإغاثة الأرضية أن تصل إلى الأماكن بيسر بعد أن كانت تعتمد على المسح البشري عبر الكلاب المدربة،
أو من خلال طائرات (الهليكوبتر) التي كانت تواجه صعوبات كثيرة،
ولا تأتي بالنتائج الكافية فضلاً عن التكلفة العالية المصاحبة للطيران،
والمخاطر التي تواجهها مثل فقدان الطائرات وفرقها أحيانًا.
وعبر الأعوام المنصرمة
استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية عشرات الطائرات دون طيار لتحديد مواقع المفقودين في الأعاصير التي ضربتها،
كما ساعدتها الطائرات في تحديد خريطة انتشارية الكوارث، وتقدير حجم الخسائر المادية
التي خلفتها تلك الأعاصير عبر المسح الجوي عالي التقنية، وفعلاً نجحت الطائرات دون طيار في مهمتها بكفاءة عالية.
كما قامت المفوضية السامية للاجئين باستخدام الطائرات دون طيار لمساعدة السكان النازحين في إفريقيا؛
حيث تم استخدام الطائرات دون طيار استخداما كبيرا في (النيجر) و(بوركينا فاسو) و(أوغندا) للمساعدة في تحديد السكان النازحين بأعداد ضخمة،
وتقييم احتياجاتهم، ومعرفة أفضل طريقة لحصولهم على المساعدة، مع تقييم الضرر البيئي الناجم عن النزوح.
لذا فإنني أحسب أن مؤسسات وأطقم الإغاثة بحاجة الآن في تركيا وسوريا وبصفة عاجلة لاستخدام أكبر عدد من الطائرات دون طيار في عمليات الإنقاذ والإغاثة وإنزال المساعدات في مناطق الزلزال المدمر وبخاصة في المناطق التي يصعب الوصول إليها سريعاً سواء لأسباب جغرافية أو سياسية.
- الهيثم زعفان يكتب: كيف تربح مصر المليارات من الطاقة الشمسية؟ - الخميس _23 _فبراير _2023AH 23-2-2023AD
- الهيثم زعفان يكتب: توظيف المسيرات في إغاثة ضحايا الزلزال - الجمعة _10 _فبراير _2023AH 10-2-2023AD
- الهيثم زعفان يكتب: تعميم أعمدة إنارة الشوارع بـ«الطاقة الشمسية» - الجمعة _20 _يناير _2023AH 20-1-2023AD