الهيئةُ العالميةُ لنصرةِ نبيِّ الإسلام

د. محمد الصغير

بدأت فرنسا حملةَ الإساءةِ إلى مقامِ رسول الله ﷺ، فعليها وزرُها ووزرُ من سار على دربِها واتّبع طريقتَها، وكان لابد من ردٍّ يُعَبِّرُ عن مكانةِ النبيّ الخاتمِ في نفوسِ أتباعه،

الذين  يقاربُ عددهم ملياري مسلم، عامّتُهم على كامل الأهُبّة للتضحيةِ بأعمارهم، وأبنائهم، وأمهاتهم، وآبائهم وأموالهم، فداءً لرسول الله ﷺ.

فَهدَى اللهُ هذه القلوبَ الممتلئةَ غضباً وحباً، إلى الانبعاثِ لنصرةِ رسول الله ومواجهةِ الاعتداءِ المنتظم، بالدفاع الواعي المنظم،

من خلالِ التفافِ الأمة حول دَعاوَى الانتصارِ لرسولِها، وتوحيدِ الكلمةِ على المُجترئ المفتري، والضربِ عن قوسٍ واحدٍ بسهامِ الرباطِ على ثغرِ المحبةِ والنُّصرةِ،

رافعين شعار: ((إن فاتنا شرفُ الصحبةِ، فلا يفوتُنا شرفُ النُّصرة))

فكانت الهيئةُ العالميةُ لنصرةِ نبيِّ الإسلام التي تَوخَّينا أن تكون لبناتُها هي كل قلبِ مسلم، لا صرحاً من الأسمنت واللّبِن،

فكانت كما أريدَ لها، قاطرةَ خيرٍ تُوجِّهُ عواطفَ المسلمين الغاضبة، من الخُطّةِ المُمَنهجةِ للإساءات لرسول الله ﷺ.

بعد تدشين الهيئةِ في العشرين من ربيعٍ الأول عام 1443هـ عقب الإساءة التي أقرها الفرنسي ماكرون،

ودافعَ عنها، انبرى عددٌ من علماءِ الأمةِ ودعاتِها للذود عن النبي ﷺ، وأن يصبحَ الجنابُ النبوي ﷺ محفوظاً عن الخوضِ فيه، والتعرُّضِ له،

وذلك من خلال مشاريعَ متعددة، ورؤيةٍ واضحةٍ، ومن أهم هذه المشاريعِ والمساراتِ التي تحركت فيها الهيئة، المسارُ الإعلامي،

حيث تفاعل مع الهيئة في حملة مسلمي الهند أكثر من مليار مسلم، وهو أمرٌ له دلالته،

حيْث وصل صوتُ الهيئةِ إلى عامّةِ الخلق، لتتولّى الأمةُ مجتمعةٌ مُهِمّةَ الذودِ والدفاع عن جناب النبي المصطفى ﷺ،

وبذلك انتقلت الهيئةُ من مرحلةِ التعبيرِ عن الأمة، إلى مرحلةِ القيادة، والتأثير.

انطلقت منصات الهيئة عبر جميعِ وسائلِ التواصل الاجتماعي، وكان ذلك وِفقَ رؤيةٍ واضحةِ، ومراحلَ متتابعةٍ.

• المرحلة الأولى:

التحفيزُ وبناءُ الكتلةِ الصُلبة، من خلالِ الوصولِ إلى أكبرِ عددٍ من شرائحِ المجتمع، وبدأت هذه المرحلةُ بإنشاء المنصاتِ، وجذبِ المتابعينِ،

وتحفيزِ جمهورِ المسلمين، لفكرةِ نصرةِ رسول الله ﷺ، وتهيئتِهم شعورياً، للاهتمام بكل ما يَخصُّ رسول الله ﷺ، وردِّ كلِّ مَن يتعرَّض لمقامه الشريف.

• المرحلة الثانية:

تنشيطُ المناصرين، ومدِّهم بالمنتجاتِ الإعلاميةِ الخاصةِ برسول الله وسيرتِه العطرة، وأخلاقِه العظيمة.

• المرحلة الثالثة:

الانتقالُ من مرحلةِ التطوير، إلى مرحلةِ التعبير، عن استياء المسلمين من الإساءةِ لنبيهم، ومطالبةِ جمهورِ المسلمين بأخذِ المواقف، ومتابعةِ حملاتِ المقاطعةِ الفرنسية، وتوجيهِ المسلمين إلى أهمية هذه الوسيلة وغيرِها.

• المرحلة الرابعة:

الانتقالُ من مرحلةِ التعبير إلى التأثير، من خلال قيادةِ معركةِ الوعي، وحشدِ المسلمين في مشارقِ الأرضِ ومغاربِها لتوحيد المواقف،

وتنحيةِ الخلافاتِ نصرةً لرسول الله ﷺ، وظهر ذلك جلياً بفضل الله في الحملةِ الأخيرةِ التي أطلقَتْها الهيئة، وكانت المصدرَ الأساسَ لكافةِ الوسائلِ الإعلاميةِ العالمية.

نتائج غرس الهيئة العالمية لنصرة نبي الإسلام «مليار متفاعل»

1- استمرارُ مقاطعةِ عددٍ كبيرٍ من المسلمين للبضائع الفرنسية لليوم 605 على التوالي.

2- دحضُ شبهاتِ العلمانيين والملحدين، حول رسول الله ﷺ، بطرقٍ إعلاميةٍ مشوقةٍ، ومنتجاتٍ مرئيةٍ احترافيةٍ.

3- رصدُ ومتابعة الإساءات التي يتعرّضُ بها المغرضون، لجنابِ النبي الكريم، بإشراف علماء أكارم.

4- نجحت الهيئةُ في تدشين حملةِ الناشط الإيغوري إدريس حسن، والتفافِ المسلمين حول قضيته.

5- تدشينُ حملةِ «الإيغور مسلمون منسيون»، بعد تسريبِ وثائقَ حول إجبارهم على تَركِ الإسلام، وسبِّ الرسول داخل معسكراتِ التعذيب الصينية.

6- رصدُ الإساءاتِ التي أصدرها مسئولان هنديان، لمقام رسول الله ﷺ، وتدشينُ حملةٍ للدفاع عنه، وما يزال صداها يتردّد حول العالم حتى هذه اللحظات.

وكان من نتاج هذه الحملة:

أ – تَصَدُّر وسوم الهيئةِ منصاتِ التواصلِ الاجتماعيّ مثل: «إلا رسولَ الله يا مودي – غضبةُ المليار لرسول الله – جمعةُ نصرةِ رسول الله – مودي قَتَل مُدَثِّر».

ب- إطلاقُ سراحِ الناشطةِ الهندية فاطمة عفرين، بعد يومٍ واحدٍ من تكثيف النشر عنها، وقيادة منصاتِ الهيئة لذلك.

ت- إجبارُ الهندِ على تجميد المسئولين، وكسرِ غطرسةِ حزبِ بهاراتيا جاناتا، وإصدارِه بياناً حاول من خلاله تهدئة المسلمين الذين يرون أن الخطواتِ المُتَّخذة لا تتناسبُ مع هذه الجريمة!

ج‌- أصبح رئيسُ وزراءِ الهند وحزبِه، في موقفِ قلقٍ من نتائج الانتخابات النهائية،

التي يعِدُّ لها في 2024م وإضعافُ فرصِ فوزِ مودي بولايةٍ ثالثةٍ أمام منافسته بريانكا غاندي.

ح‌- أصبحت الهيئة بفضل الله عز وجل مصدراً تنقل عنه كبرى وسائل الإعلام العالمية والمحلية.

خ‌- نزول جماهير من المسلمين في دول شتى للتعبير عن غضبهم بعد دعوة الهيئة

لتوحيد خطبة الجمعة عن نصرة النبي صلى الله عليه وسلم، والخروج في مسيرات بعد الجمعة،

وتنظيم وقفات احتجاجية أم السفارات الهندية.  

 باتت الهيئة العالمية لنصرة نبي الإسلام كيانا علمائيا في تنظيمه، جماهيريا في  خطواته، صحيح الفطرة في انفعالاته،

مع كل خطب مؤثرا وفاعلا رئيسيا في الأحداث، واستطاع في أيام لم تصل للعام أن يكون رأس حربة العمل الإسلامي في الدفاع عن جناب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

📢 حمّل العدد الثاني من مجلة أنصار النبي من هنا