- المكايدة السياسية.. والحملة على العثمانية - الأثنين _16 _ديسمبر _2019AH 16-12-2019AD
الحملة على فترة الحكم العثماني لمصر، والسلطان سليم الأول، تدخل تحت بند المكايدة السياسية الرخيصة.
إن كان الأمر يتعلق بكون العثمانيين غزاة أجانب، فلماذا الحديث عن العثمانيين وحدهم، وتجاهل باقي فترات التاريخ المصري؟
لقد غزا الإسكندر الأكبر مصر وحكمت أسرته البلاد 293 سنة، وإليه تنسب مدينة الإسكندرية, فلماذا لا يطالب أحد بتغيير اسم المدينة، كما غيروا اسم شارع في القاهرة كان اسمه شارع سليم الأول؟ ولماذا لا نشطب كل ما ينسب إلى كليوباترا وبطليموس وغيرهما من ملوك ذلك العهد؟
وانتهى عهد المقدونيين على يد غزاة جدد هم الرومان الذين حكموا مصر 426 سنة، وفي الإسكندرية متحف يخلّد آثار تلك الحقبة، وشوارع ومناطق تحمل أسماء ملوك تلك الفترة.
وجاء بعدهم البيزنطيون فحكموا مصر 318 سنة، حتى جاء الفتح الإسلامي.
والأنكى من ذلك, أن لا أحد يتكلم عن الدولة العبيدية (الفاطمية) التي حكمت مصر 202 سنة، وهم من الفرق الباطنية الضالة، الذين غزوا مصر من ناحية الغرب، وحاولوا تغيير عقيدة مسلمي مصر السنّية، فأنشأوا الجامع الأزهر لتدريس المذهب الشيعي الإسماعيلي، وعلى العكس تجد من يعتز بنسبة القاهرة إلى (المعز لدين الله الفاطمي)، ولم يطلب أحد تغيير اسم القاهرة ولا الجامع الأزهر.
أما المماليك، فكانوا غير مصريين، وقد اشتراهم ملوك وسلاطين ليسوا مصريين بأموال المصريين، ثم حكموهم 267 سنة، فلماذا لا نشطب كل ما يمت إلى هذه الفترة بصلة؟
ثم ماذا عن أسرة محمد علي، التي حكمت مصر 147 سنة, وهي من أصل مقدوني؟ وقد تولى محمد علي الحكم بقرار من السلطان العثماني؛ أي من تلك الدولة المغضوب عليها في الإعلام, لماذا لا نغير اسمي محافظتي الإسماعيلية وبورسعيد، ومديني بورفؤاد والإبراهيمية، وضاحيتي الحلمية والعباسية وغيرها، وعشرات المدارس والمنشآت التي تحمل أسماء رجال هذه الأسرة التي وصفت بالفساد، وبسبب ذلك قامت ضدها ثورة 1952، كمدارس السعيدية والإبراهيمية والخديوية والخديوي إسماعيل؟
لماذا لا يكون الحكم على التاريخ بموضوعية وتجرد وبعد عن الهوى؟