المقاومة الإيرانية تواصل وضع نظام الملالي في زاوية ضيقة، لا يستطيع التحرك فيها إلا بعناء شديد، ومازالت صفعات المقاومة موجهة للشاه والملالي، وستستمر حتى النصر.
ردد المواطنون البلوش مجددا هتافات «الموت لخامنئي» و«الموت للظالم سواء أكان الشاه أو خامنئي» مع نزولهم إلى شوارع زاهدان في اليوم الـ 169 من الانتفاضة الشعبية، تأكيدا على نبذهم للشاه والملالي،
وإصرارهم على تحرير إيران من الدكتاتورية بوجهيها، وحرصهم على قيام جمهورية ديمقراطية حرة ومستقلة.
تمكنوا بعزيمتهم ومثابرتهم وروحهم القتالية من إفشال محاولات القمع الوحشية، التي قامت بها قطعان الأجهزة الأمنية الراكبة والراجلة، بتطويقها مسجد مكي،
ووضعها حواجز التفتيش الجسدي، وضرب المصلين، وإطلاق الغاز المسيل للدموع، بهدف منع أداء الصلاة والتظاهرات.
يخرج المواطنون البلوش إلى الميدان كل يوم جمعة، منذ الثامن من 30 سبتمبر ـ الذي شهد فتح حرس خامنئي النار على انتفاضة أهالي زاهدان بوحشية وقتلهم أكثر من مائة شخص بينهم أطفال ـ للمطالبة بدماء الشهداء،
مرددين هتافات «سأقتل، من قتل أخي» و«قسما بدماء الرفاق نبقى صامدين حتى النهاية» معاهدين الشهداء الأبرار على مواصلة طريقهم.
لخروج أهالي زاهدان يوم الجمعة الماضي دلالات مختلفة عن المرات السابقة، من الناحيتين الميدانية والسياسية،
حيث توجه قائد شرطة النظام الحرسي احمد رضا رادان إلى المدينة يوم 27 فبراير،
وبعد إعلانه إقالة الحرسي محمد قنبري قائد شرطة إقليم سيستان وبلوشستان، في خطوة تدلل على الفشل،
قدم الحرسي دوست علي جليليان بديلا للحرسي المخلوع، وحذر الأهالي من تجاوز الخط الأحمر، مهددا بعدم التسامح والحزم حين يتعلق الأمر بالأمن.
من ناحيته استخدم جليليان كل ما في وسعه لمنع الناس من التجمع والتظاهر،
لكنه تلقى صفعة على وجهه في الاختبار الأول، أخرى على وجه رادان،
وثالثة على وجه خامنئي من المواطنين البلوش الشجعان، بنزولهم إلى الشوارع.
على الصعيد السياسي
حاول النظام خلال الأيام الأخيرة، توجيه ضربة للانتفاضة والثورة الديمقراطية في إيران، بحيل وعملاء سافاك الشاه والحرس،
واللعب بورقة ابن الشاه، لكن المواطنين البلوش الشجعان أحبطوا هذه المؤامرات والحيل الفاضحة،
برفعهم شعارات ولافتات تحمل عبارات الموت للظالم سواء كان الشاه أو خامنئي، مؤكدين عزمهم القضاء على مختلف أشكال القهر والديكتاتورية.
رد المواطنون البلوش من زاهدان على مخططات ومحاولات حرف الانتفاضة، واستخدام رموز النظام السابق،
بتجديدهم التأكيد على تمسكهم بخيار الديمقراطية وحكم الشعب، ورفضهم الدكتاتورية بشقيها حكومة الشاه والخامنئي، موجهين صفعة مزدوجة للشاه والملالي،
بتأكيد إرادة الإيرانيين وتصميمهم على تحقيق أهدافهم، واستعدادهم لجولة أخرى من المواجهة.