ارتبط شهر رمضان المبارك بالكثير من العادات والتقاليد بينها المسحراتي، وهي وظيفة قديمة تخرج إلى الحياة مرة واحدة كل عام، وباتت من أبرز العادات والمظاهر الرمضانية المشتركة بين المسلمين.
ومع حلول شهر رمضان يطوف المسحراتي الشوارع في تركيا وكثير من الدول الإسلامية، لإيقاظ الناس لتناول وجبة السحور قبل أذان الفجر، حتى أصبح أحد معالم رمضان، وشخصية أثرية يُنتظر ظهورها مع هذا الشهر الفضيل.
ويتمسك كثيرون، في تركيا، ولاسيما في الأحياء الصغيرة، بالمسحراتي كتراث يعيدهم إلى الماضي وذكريات الطفولة، وبات تجوله ذاكرة حاضرة في تاريخ ووجدان كافة الشعوب الإسلامية.
انطلاقا من منتصف الليل وحتى ما قبل صلاة الفجر، تسمع في أزقة إسطنبول وشوارعها دقات طبول المسحراتي، الذي يتم تكليفه عادة من قبل مخاتير وبلديات الأحياء السكنية لأداء مهامه في هذا الشهر الفضيل.
ويحظى المسحراتي بإعجاب المسلمين وإن اختلفت النغمات والأشعار التي تلقى من قبلهم بتغير البلدان، لأنها تصب بالنهاية في اتجاه واحد وهو إيقاظ المسلمين من اجل فترة السحور.
وعادة ما يحصل المسحراتي على أجره من سكان الحي الذي يعمل فيه، فينتظر حلول نهاية الشهر الكريم، ليطرق منازل سكان الحي الذي يتجول فيه، ويقرع طبلته أمام أبوابهم، فيحصل على إكراميته مقابل عمله.