ما في المدينةِ غيرُ جيلٍ ضائعٍ
خَسِرَ الحقيقةَ حين سَامَ مُعلِّمَه
ألِفوا حيَاةَ العَاشقينَ وأدمنوا
سُبُلَ الهَوى والأمنياتِ المُفعَمَة
جَهِلَ التَّواضعَ والتراحمَ والنَدَى
وأقامَ للقِيَمِ النَّبيلةَ مَحكَمَة
إني لأخجلُ حين يُذكَرُ خَالدٌ
والجيشُ يَزحَفُ والفوارسُ مُعلَمَة
جيلٌ بَنَى صَرحَ العدَالةِ جَوهراً
وعَدا إلى صَنَمِ الطُّغَاةِ فَحَطَّمَه
لم يبتغوا التِّيجانَ فوقَ رُؤوسِهم
يَومًا وما عشقوا بَريقَ الأوسمة
لله جندٌ ليس تُدرك بأسَهم
عينٌ، وليس على ملابسهم سِمَة
سِرٌّ يُسطِّرُ في الوجودِ مُرادَهُ
فتُطيعُهُ كُلُّ الخلائقِ مُرغَمَة
فَجرٌ أطَلَّ على الحَيَاةِ ضِياؤهُ
والعينُ تَشغَلُهَا الليالي المُظلِمَة
والنَّاسُ شَتَّى لا خلاقَ لعهدِهم
كُلٌّ يَرَى فِردَوسَهُ وجَهَنَّمَه
فوعودُهُم مَعسولةٌ، ورِقابُهُم
مَغلولةٌ، ووجُوهُهُم مُتجَهِّمَة
التِّبرُ واليَاقوتُ مِلء عُيُونِهم
والنَّاسُ تَحيَا رغمَ ذلك مُعدمَة
ضَاقت بهم سُبُلُ الحَياةِ جميعُهَا
فالعيشُ ذُلٌّ، والديَارُ مُهدَّمَة
لا شيء إلا أنها مَسلوبَةٌ
مَلكَت رِقابَ النَّاسِ فيها شِرذِمَة
والصُّبحُ من رَحِمِ الظلامِ قُدومُهُ
من صُلبِ رأسِ الكُفرِ يُولَدُ عكرِمَة
هذي مدينتُنَا وذاكَ حديثُهَا
لكنَّني ما زلتُ أطلبُ تَرجَمَة