المحلل السياسي علي البغدادي: العقوبات الغربية غير قادرة علي تركيع روسيا والوساطة الصينية تستطيع تسوية الأزمة

 

أكد المحلل السياسي الفلسطيني  الخبير في الشئون الروسية علي البغدادي أن روسيا حققت أغلب أهدافها من الحرب في أوكرانيا رغم ما تبديها القوات الأوكرانية  من مقاومة وصمود فقد استطاعت روسيا السيطرة علي منطقة الدونباس وأحكمت سيطرتها علي منطقة الساحل وأمنت شبه جزيرة القرم مستبعدا احتمالات نجاح المقاومة الأوكرانية في وقف الزحف الروسي

أوروبا لن تستطيع الاستغناء عن الطاقة الروسية والبحث عن مظلة أمنية مستقلة لحماية أمنها غدا ضرورة ملحة… والضغوط الغربية عرقلت مساعي الحل الدبلوماسي وتشدد زالينسكي يقود كييف لكارثة

واستبعد  البغدادي في حوار له مع جريدة الأمة الإليكترونية قدرة العقوبات، التي فرضها الغرب علي روسيا علي تركيع موسكو أو إجبارها علي التراجع عن مواجهة التهديدات الوجودية، التي تطالها كدولة مقللا من محاولات الغرب وصف الحرب بأنها حرب بوتين،

لاسيما أن قائد روسيا سواء بوتين أو يلتسين أو جورباتشوف،أو قيصري أو شيوعي  لم يكن ليتراجع عن هذه الخطوة التي تعد حتمية جيوسياسية ولا خيارات أمام روسيا إلا ما أقدمت عليه.

وبدا المحلل السياسي واثقا من عدم قدرة الغرب علي فرض حظر جوي علي الأراضي الاوكراني

باعتبار ذلك إعلانا للحرب علي روسيا وهو ما يرفضه الجميع.

فالغرب لا يبدو راغبا في الدخول في حرب مع روسيا من اجل أوكرانيا

وكل ما يستطيع القيام به فرض العقوبات علي روسيا ومحاولة استنزافها

ونبه إلي أن الوسيط الوحيد القوي والقادر علي إيجاد تسوية بين روسيا والغرب هو الصين،

فالأزمة ليست بين روسيا وأوكرانيا وبل هي مع الغرب والناتو،

وبالتالي فدخول أطراف مثل فرنسا أو ألمانيا أو تركيا أو الكيان الصهيوني لا يبدو قادر علي فرض التسوية وحلحلة الأزمة.

الحوار مع الخبير في الشئون الروسية علي البغدادي تطرق لقضايا عديدة نرصدها بالتفصيل في السطور التالية .

وصف الحرب في أوكرانيا بحرب بوتين مغالطة تاريخية وموسكو لم يكن لديها بدائل لها

• ما رؤيتكم للسيناريوهات المختلفة للحرب الروسية ضد أوكرانيا بعد أكثر من أسبوعين علي اندلاع الحرب ومدي قدرة روسيا علي حسم المعركة؟

•• بعيدا عن تفاصيل المعارك اليومية الدائرة بين قوات البلدين وحصار القوات الروسية لكبريات المدن الأوكرانية

أرغب في التأكيد علي أن الغزو الروسي لأوكرانيا ليس جديدا أو مفاجئا لأحد

بل تم التطرق إليه في قمة بوخارست عام ٢٠٠٨ وقبلها وتحديدا بعد اندلاع الثورة البرتقالية في أوكرانيا  عام ٢٠٠٥ ومنذ ذلك التاريخ

وهناك تنازع علي  أوكرانيا التي تعني باللغة الروسية أرض الحافة أو أرض الحدود بمعني أنها خاصرة روسيا الغربية

ومن المهم جدا أن تظل هذه المنطقة تحت السيطرة الروسية ولذا فقد  سعت روسيا لضم القرم 2014

ووسعت نفوذها ووجودها  في منطقة الدونباس وسيطرت علي جمهوريتي دونيتسك ولوجانسك

وأوجدت روابط بين الشرق الساحل  بشكل يؤمن لها جزيرة القرم ويحفظ سيطرتها علي البحر الأسود 

موسكو حققت أهدافها الكبرى من الحرب في أوكرانيا والسيطرة علي كييف تحصيل حاصل

ناهيك عن سيطرتها علي المحطات النووية والمصانع ومصادر الطاقة الموجودة في الشرق الأوكراني 

وغدت معها السيطرة علي المدن الأوكرانية الكبرى مثل كييف وخاركوف وأوديسا تحصيل حاصل..

وهذا يعني أن روسيا حققت أهدافها من الحرب حتي الآن.

• كأنك تشير إلي أن أهداف الحرب الروسية لا تتضمن السيطرة علي جميع الأراضي الأوكرانية؟

•• السيطرة علي دولة بحجم أوكرانيا ووضع اليد عليها لا تشكل  أولوية للقوات الروسية

في المقابل لا تبدي روسيا أي اهتمام بالمناطق الغربية ذات الأغلبية الكاثوليكية والأقرب إلى بولندا والمجر

ولا ترغب في السيطرة عليها ومن المهم هنا كذلك التأكيد علي أن روسيا لا تتعامل مع أوكرانيا وفق أسلوب الأرض المحروقة

في ظل الصلات التاريخية والعرقية والدينية واللغة الوحيدة التي يتحدث بها الشعبان

فهي لا ترغب في إغضاب الأوكرانيين وتحويل البلاد لبحر من الدماء

لذا لا تفضل القوات الروسية دخول المدن الكبرى بعكس ما جري في الشيشان وجرزوني حيث لم تبق حجرا علي حجر.

• غير أن هناك وجهة نظر تتحدث عن احتمالات تحول أوكرانيا لمستنقع للقوات الروسية؟

•• أما فيما يتعلق بتحويل أوكرانيا لمستنقع للقوات الروسية فهذا أمر وارد وهدف معلن للفيلق الدولي الداعم للجيش الأوكراني

 والأجانب الذين يتواصل توافدهم للأراضي الأوكرانية  وكذلك كتائب آزوف

حيث يجري تسليحهم ودعمهم لاستنزاف القوات الروسية

وهو ما يمكن أن ترد عليه موسكو بقوات الفاجنر والمجموعات الشيشانية وقوات الانفصاليين في الشرق الأوكراني

وهو صراع الخاسر الأكبر فيه أوكرانيا التي تقع في قلب أوروبا وهي خاسر كبير أيضا وأقصد القارة العجوز

لاسيما أن احتمالات نجاح المقاومة الأوكرانية وصمود الجيش الأوكراني  يبدو أمرا شديد الصعوبة.

الصمود الأوكراني ليس قادرا علي تغيير نتائج المعركة وكييف و أوروبا أبرز الخاسرين

روسيا واحتلال أوكرانيا

• كان يسود اعتقاد أن القوات الروسية ستحسم المعركة خلال ساعات ولكن يبدو ان النظام الأوكراني صمد بل وصعد من خطابه المتشددة والمطالبة بدعم خارجي ؟

•• روسيا لا تسعي لاحتلال بلد بحجم أوكرانيا والهيمنة علي مفاصلها  والحشود الروسية

التي تتراوح ما بين ١٤٠: ١٩٠ ألف جندي لا تكفي لاحتلال بلد مثل أوكرانيا

لاسيما أن واشنطن  احتاجت لـ ٢٦٠ ألف جندي لغزو دولة بحجم العراق التي تقل مساحتها عن أوكرانيا

وبالتالي فلا أعتقد أن هناك توجها روسيا لغزو دولة بحجم أوكرانيا فهذا قرار عملياتي في المقام الأول ومن المهم هنا الإقرار بأن الجيش الروسي يواجه مقاومة وصعوبات خصوصا في الأيام الأولى

وقد يكون هذا جزءا من الخطة العسكرية الروسية

مما استوجب معه مراجعة الخطط بل ودفع بوتين لدعوة زلينسكي في اليوم الأول للحرب لمحادثات مباشرة في العاصمة البلاروسية مينسك وهو ما قبله الجانب الأوكراني في أول الأمر.

• ومن يقف وراء تغير اللهجة الأوكرانية وتبني نهج متشدد؟

•• يبدو أن ضغوط القوي الغربية قد دفعت زلينيسكي للتراجع عن الانخراط في المحادثات لفترة 

بل وتحول زلينسكي من منتقد لغياب الدعم الغربي لأوكرانيا إلي مثمن لهذا الدعم بل ومطالب بمضاعفاته وتبني مواقف متشددة حيال مطالب موسكو.

• غير أن الحديث عن المقاومة الأوكرانية لم يمنع تقارير دولية من الإشارة لاحتمال منح زلينيسكي اللجوء السياسي وتشكيل حكومة منفي؟

•• روسيا لا تريد إجبار زالينسكي علي الهروب أو تشكيل حكومة منفي وهو أمر وارد في كل الأحوال 

بل قد تكون هذه رغبة أمريكية لتعميق الأزمة والتوجه الروسي يسير في إطار أنه لا مشكلة مع زلينسكي

كما أكد لافروف فهو رئيس دولة منتخب بل إن الهدف الروسي قد يكون إبقاءه

هروب زلينيسكي وتشكيل حكومة منفي.. رغبة أمريكية لتعميق الأزمة

بل والانخراط في مفاوضات مع حكومته تفضي إلي تلبية الشروط الروسية

وفي مقدمتها ضمان حياد أوكرانيا ونزع الأسلحة التي تشكل خطرا علي أمنها 

والتخلص ممن تسميهم روسيا النازيين الجدد وتفصد بذلك المعادين للقومية الروسية في الغرب الأوكراني.

الحظر الجوي إعلان حرب على روسيا

• لكن استسلام  أوكرانيا حاليا يبدو صعبا في ظل استمرار مطالبتها الناتو بفرض حظر جوي علي الأراضي الأوكرانية فهل هذا الاحتمال وارد؟

•• فرض حظر جوي على الأراضي الأوكرانية يعني إعلانا للحرب علي روسيا

لأن الأمر يعني ببساطة مواجهات بين الطيران الروسي والطيران الغربي وسقوط مقاتلات في كلا الطرفين

والتسبب في اشتعال حرب عالمية وهو ما دعا العديد من بلدان الغرب بالتأكيد علي أنها  ليست راغبة في الدخول في حرب مع روسيا من أجل أوكرانيا بشكل غدا معه تطبيق هذا الحظر مستحيلا وامن ميزات تفوقية للطيران الروسي.

الحديث عن اندلاع حرب عالمية ثالثة أمر مستبعد والغرب لن يواجه موسكو من أجل أوكرانيا

• رغم اشتداد حدة القتال إلا أن هذا لا يمنع وجود قنوات للوساطة من الاستمرار بين البلدين فما هي احتمالات نجاحها؟

•• نعم هناك قنوات وساطة من عديد من دول العالم ومنها تركيا و«إسرائيل» وفرنسا وألمانيا

لاسيما أن ما جري داخل الساحة الأوكرانية أربك جميع القوي العالمية

فتركيا مثلا تري أنها متضررة بشدة من هذه الحرب في ظل اعتماده علي استيراد النفط والغاز والحبوب من كلا البلدين

وارتباطها بعلاقات اقتصادية وثيقة مع كل من موسكو وكييف وهناك مشاريع  نفطية مهمة بين تركيا وروسيا

مثل مشروع السيل لذا تري تركيا أن من مصلحتها الإبقاء علي علاقات جيدة مع جميع الأطراف ومنها روسيا

الوساطة الصينية قادرة علي حسم المعركة

• ماذا عن الكيان الصهيوني في ظل زيارة بينيت لروسيا ولقائه بوتين واتصالاته بالرئيس الأوكراني؟

•• يعد الكيان الصهيوني من المتضررين من الحرب في ظل علاقاته الوثيقة مع كل من موسكو وكييف

لذا لا يدرك إلى أين تتجه الأحداث ومستقبل حلفائه ومع هذا فلا يعتقد أن الوساطات التركية والصهيونية

أو حتى الفرنسية والألمانية قادرة أن تحدث انفراجة أو كافية لإثناء موسكو عن الاستمرار في الصراع للنهاية

وهو ما جاء واضحا في تصريحات مفوض السياسة الخارجية الأوروبية جوزيبي بوريل 

الذي شدد علي ضرورة قيام الصين بدور مهم لوقف هذه الحرب وهو أمر ينسجم مع قوة التنين الصيني واحتفاظه بعلاقات وثيقة مع جميع الأطراف

وبل هي مؤهلة وحدة للقيام بدور وساطة حل نجاحه سيساهم في تعزيز نفوذ الصين عالميا

ومن هنا وبعيدا عن هذه التفصيلات يجدر بنا القول إن أوكرانيا التي نعرفها كما كانت انتهت  ولن تعود كما كانت سواء ستقسم أو تفتت.

• انتقد بايدن وحلفاؤه الأوروبيين الحرب في أوكرانيا ووصفوها بأنها غير مبررة فهل تشاركهم هذا الطرح؟

•• حرب أوكرانيا هي فرضية جيوساسية أي كانت هوية من يحكم روسيا

سواء أكان بوتين ويلتسين أو جورباتشوف أو كان الحكم قيصريا أو شيوعيا فأي نظام حكم روسي لن يسمح بتمدد الناتو شرقا أو وصوله إلى الحدود الروسية

ونصب الصواريخ علي مرمي حجر من موسكو باعتباره خطا احمر روسيا لا يمكن تجاوزه

ومن ثم فالقضية هنا لا تتعلق بان هناك خيارات أخرى أو أن روسيا غزت أوكرانيا بدون مبرر

بل تتعلق بحماية الأمن القومي الروسي بشكل جعل الحرب حتمية جيوسياسية

لا تقبل أي مساومات حيال المخاطر الوجودية التي تهدد روسيا.

ليست أزمة مع حكومة زلينسكي

• في ظل هذه الأجواء المتوترة كيف تنظر موسكو لهذه الحرب في ظل الاصطفاف الدولي ضدها ومحاولات عزلها؟

•• روسيا تنظر للأزمة في أوكرانيا نظرة أوسع فهي ليست أزمة مع حكومة زلينسكي 

بل باعتبارها جولة في المواجهة مع الغرب وأمريكا بل وتحولت لأزمة عالمية تحتاج لقوي عالمية قادرة علي أحداث تسوية

وهو ما  ظهر في تصريحات سياسة الاتحاد الأوروبي قد أكد أن الغرب والاتحاد الأوروبي فعلوا كل ما في جعبتهم في الرد  علي  العدوان الروسي

ولم يعد لديهم الكثير ليفعلوه وبالتالي فيجب علي الاتحاد الأوروبي أن يبحثوا عن تمايز عن الموقف الأمريكي ويجدوا لأنفسهم حلولا جدية لمشاكلهم الأمنية؟

أوكرانيا التي نعرفها انتهت واحتمالات تفتيتها أو تقسيمها هي الأقوى

• لكن الغرب لا يبدو عاجزا بل وفرض  عقوبات هي الأشرس علي روسيا فهل تستطيع هذه العقوبات إخضاع موسكو؟

•• كي نكون واقعيين في الحديث عن العقوبات التي يتحدث عنها العالم بهدف إفقار روسيا وإرهابها دعني هنا أتحدث بالأرقام  

أولا، حجم التجارة الخارجية الروسية يبلغ ٧٩٠ مليار دولار قد زاد خلال العام الماضي بنسبة 38%

والعقوبات الغربية حتى الآن باستثناء واشنطن لا تشمل قطاعي النفط والغاز 

حيث لا تستطيع سوق النفط وحلفاء واشنطن الأوروبيون تحمل غياب النفط والغاز الروسيين  

وهو ما عبر عنه القطريون والأذربيجانيون من أنه لا يمكن تعويض غياب روسيا عن أسواق الطاقة

حتى إذ جرت محادثات مع إيران وحال رفع العقوبات فإن هذا قد لا يسهم الإفي خفض الأسعار فقط دون النجاح في إيجاد البديل 

فهي لا تستطيع تعويض الغياب الروسي

لذا فقد تحدثوا عن عدم تطبيق الخروج من نظام سويفت علي البنوك الروسية

التي لها علاقات بمدفوعات النفط مثل جاز بروم بنك وسيتال بنك فقضية الطاقة في روسيا أمر شديد الأهمية لاسيما أن روسيا تمسك الغرب من خناقه.

تحويل أوكرانيا لمستنقع للقوات الروسية احتمال وارد وموسكو تملك بدائل عديدة لإفشال هذا السيناريو

• ماذا تعني بالقول أن روسيا تمسك بالغرب من خناقه؟

•• الأمر واضح حيث تشكل الصادرات النفطية لأوروبا حوالي ٣٠%

فيما تشكل صادرات  الغاز الروسي حوالي ٤٠%

وبالتالي لا يمكن الاستغناء عن هذا في المستقبل القريب ومن ثم سيكون الأوروبيون الأكثر تأثرا سواء

 فيما يتعلق بالنفط أو الغاز آو ألموصلات وأشباه الموصلات ومصدرها الأول روسيا

وكذلك المنتجات الزراعية والحبوب التي تشكل روسيا وأوكرانيا

والتي غدت تابعة لروسيا حسبما تشير الأحداث بشكل يحول موسكو إلي أكبر مصدر للقمح والشعير والزيوت والذرة

وبالتالي العالم علي موعد مع ارتفاع قياسي في أسعار المواد الغذائية سيتضرر معها العالم كله.

نظام سويفت والعقوبات المالية

• فيما يتعلق بنظام سويفت والعقوبات المالية علي روسيا هل تستطيع روسيا التغلب علي هذه العقوبات

•• تبدو قادرة ولو نسبيا  فالعقوبات المالية فيما يتعلق بأنظمة ماستر كارد وفيزا كارد وسويفت كانت متوقعة

وقد استعدت لها روسيا مبكرا عبر نظام بديل عبر إطلاق نظام بديل لسويفت أسمته  نظام أس بي أس

يضم أكثر من ٤٠٠ منظمة وبنك من البنوك الروسية البالغة 466بنكا

والعقوبات حاليا وقعت علي أكثر من 7 بنوك روسية ولكنها لا تستطيع وقف أنشطتها أو إصابتها بالشلل.

• كيف استعدت روسيا بشكل مبكر لمواجهة هذه العقوبات الشرسة؟

•• عبر عدة خطوات حيث قامت البنوك الروسية بسحب أرصدتها من سندات الخزانة الأمريكية

التي كانت تبلغ عام ٢٠١٤ حوالي ٢٠٠مليار فيما لم يبق من هذا الأصول اقل من ٣.9 مليارات

بالتالي تأثيرات هذا الحصار لن تكون كارثية كما يحلو للإعلام الغربي أن يصورها

لاسيما أن روسيا قد استعدت  لذلك بإبرام اتفاقيات ضخمة لتبادل السلع مع الصين ودول أخرى

فضلا عما تملكه روسيا من ثروات أولية واكتفاء ذاتي من المواد الأساسية من الطاقة والأغذية والمواد الأولية 

فالقضية ليست بهذا السوء الذي يتم الحديث بل إن روسيا أبرمت اتفاقيات ضخمة لتصدير البترول والغاز للصين

التي تعد مصنع العالم وأكبر مستهلك  للنفط وعلاقات البلدين وثيقة وكذلك وقعت اتفاقيات مماثلة  مع العديد من الدول التي ترغب تجاوز الدولار الأمريكي في تعاملاتها.

*وماذا عن فرض إدارة با يدن حظرا علي النفط والغاز الروسيين؟

**هذا الأمر محدود التأثير خصوصا أن صادرات روسيا لأمريكا من النفط لا تتجاوز 2% من المنتجات الروسية

وبالتالي فالمتضرر هنا هو أوروبا التي لا تستطيع التخلي عن النفط والغاز الروسيين

والذين يشكلان علي الترتيب 30و40% من احتياجات أوروبا، بل لا تستطيع أوروبا إيجاد بديل له،

وكان ذلك واضحا في تصريحات وزير قطري والسفير الأذاري في لندن من أنه لا قدرة لبلديهما علي تعويض الغياب الروسي ..

المشكلة هنا أن أوروبا انشغلت عن توفير بديل للطاقة الروسية بقضية تافهة مثل المهاجرين في وقت كانت روسيا تبني نفسها وتستعد لهذا اليوم جيدا.