المجامع اللغوية العربية وصراع الدّيَكة

المجامع اللغوية العربية وصراع الدّيَكة

ماذا قدّمت تلك المجامع طيلة قرنٍ من الزمان؟

اليهود نجحوا في إحياء لغة ميّـتة (العِـبرية) في عام واحد

في مثل هذا اليوم 8 يونيو 1919م، تأسس أول مجمع لغوي عربي بمدينة دمشق، سوريا.. ثم ظهرت المجامع اللغوية العربية تباعا، كالتالي:

2- المجمع العلمي اللبناني (1927م).

3- مجمع اللغة العربية بالقاهرة (1932م).

4- مجمع اللغة العربية العراقي (1947م).

5- مجمع اللغة العربية الأردني (1976م).

6- المجمع التونسي، المعروف بمؤسسة بيت الحكمة (1983م).

7- مجمع اللغة العربية بالسودان (1993م).

8- مجمع اللغة العربية الليبي (1994م).

9- مجمع اللغة العربية الفلسطيني بحيفا (2007م)

10- مجمع اللغة العربية الافتراضي بالمدينة المنورة (2012م)

11- مجمع اللغة العربية على الشبكة العالمية بمكة المكرمة(2012م).

كما تأسست بعض الأكاديميات المهتمة باللغة العربية في بعض البلدان العربية، وتقوم بنفس أعمال المجامع اللغوية، على غرار:

12- (مكتب تنسيق التعريب) بالمملكة المغربية (1970م)

13- المجلس الأعلى للغة العربية بالجزائر (1996م)

14- معهد اليمن للغة العربية (2007م)،

15- مجلس اللسان العربي بموريتانيا (2017م)

– وكأن لعبة السياسة أصبحت مُـملّة، والتشاحن الكروي لم يعد مثيرا، وأخطبوط البغضاء العربية أضحى مريضا؛ فكان الحل هو القفز على بساتين اللغة العربية وحدائقها، لتصبح ساحةً جديدة للصراع والتلاسن..

– نشرتُ مجموعة حلقات من صراعات المجامع اللغوية العربية، في 2017م، على حسابي السابق (المعطّل) من إدارة الفيس، وللأسف لا أحتفظ بها عندي.. وذهبت مع دراسات ومقالات ومنشورات.. وضاعت للأبد..

– في هذه الحلقة نرى (الضرب تحت الحزام) والسخرية التي يتعامل بها الدكتور هـ ح.. على صفحة موقع مجمع اللغة العربية السعودي، وهو يتحدث عن مجمع اللغة العربية المصري الذي أجاز كلمات غير عربية، ووافق على اشتقاقات لا علاقة لها بلغة العرب، فيقول: (تعنينا دلالة اللغة فحسب، ولا يعنينا من أجاز ومن لم يُجز، وإلا عُدنا إلى (تصنيم) الأشخاص أو الهيئات حين ننظر إلى من يجيز ومن لا يجيز، نتأمل في منهج كل منهما، فإن كان المنهج سليما اصطففنا مع الأخذ به، وإن وجدناه غير سليم قلنا: له رأيه، ولا نفرض عليه ما تكشفه اللغة عن خصائصها)

– بعض المجامع العربية تجزم بأن مجمع اللغة العربية المصري هو الذي فتح باب (الاستسهال).. وبعضهم نشر على صفحته الكثير من الكلمات التي أجازها المجمع المصري، ويرون من وجهة نظرهم أنها غير صحيحة.. منها: كلمة (رئيسيّ) نسبة إلى رئيس

ويقولون: كلمة (رئيسيّ) لا نرى لها مساغا، فالنسب أن تنسب شيئا إلى شيء آخر، فتقول: أنا عراقي، أو مصري، مثلا، حيث تنسب نفسك إلى العراق أو مصر.

وتقول: هذا كتابي، حيث نسبت الكتاب إلى نفسك. فكيف تنسب نفسك إلى نفسك؟

– لك أن تقول: وكان الموضوع الرئيس في الاجتماع كذا.. فأنت وصفت الموضوع بأنه رئيس، أي في أقصى الأهمية.. فكيف يصح أن تنسب رئيس إلى رئيس؟ أي كيف يصح أن تقول: وكان الموضوع الرئيسيّ في الاجتماع كذا؟ فإلى ماذا تشير الياء في: رئيسيّ؟ .

– الصواب أن نقول: موضوع رئيس، هدف رئيس، عنوان رئيس، قضية رئيسة، وليس رئيسي أو رئيسية.

– إذا أصدر رئيس الدولة قرارا، فلا يمكن أن نقول: هذا قرارٌ رئيسٌ ولا رئيسيّ، وإنما لنا أن نختار أحد تعبيرين: هذا قرارُ رئيس الدولة (بضم كلمة قرار)، أو: هذا قرارٌ رئاسيّ (بتنوينهما)، والتعبير الثاني يدلّ على أنّ القرار صدر عن الرئيس بحكم منصبه الذي هو الرئاسة.

– بدأت شطحات ومجاملات مجمع اللغة المصري، بعد انضمام عبد الرحمن الأبنودي، وبعض الأطباء والمهندسين وغير المتخصصين الذين لا علاقة لهم باللغة العربية، وإنما جاء دخولهم المجمع من (باب الوجاهة)، والمجاملات.. فأجاز المجمع كلمات: شمساية – قمراية – ضلاية .. وبالقياس: نخلاية وبلحاية ومنجاية وكوساية وبتنجاناية!..إلخ (كلها اشتقاقات غير صحيحة)

– تبسيط اللغة لا علاقة له بالتنازلات والاستسهال، فكيف يجيز مجمع اللغة المصري، كلمات: هام – هامة، لانتشارهما على ألسنة الناس، بمعنى ضروري وخطير، رغم أن كلمة (هام) من الهمّ، وكلمة (هامة) معناها حشرة، كما وردت في حديث النبي صلى الله عليه وسلم (أعوذ بكلماتِ الله التامات من شر كل شيطانٍ وهامة….)

 والصحيح أن نقول: أشياء مهمة – عمل مهم

– تركت معظم المجامع اللغوية العربية مهمتها الرئيسة، وتفرّغت للعبة السياسة، فالمجمع اللغوي السعودي بمكة يمتدح ولي العهد ويهاجم الإخوان طيلة اليوم، وظل يسخر من قطر كل فترة الحصار، وفي نفس يوم عودة العلاقات السعودية القطرية؛ نشرَ مقالا لكاتبة قطرية، وكأن شيئا لم يكن..

وفي مصر تم عزل الدكتور حسن الشافعي، الرئيس المنتخب للمجمع، وتعيين أحد المرتزقة.. 

 15 مجْمعًا لغويًّا عربيًّا.. ماذا قـدَّمَت من سنة 1919 للآن؟

إسرائيل أحيت لغة مـيّـتة من آلاف السنين (العِـبرية) في عام واحد.

(وكما يقول المصريون: جتكم خيبة)

———