الأمة| هُنا صرخات طفل صغير أسفل كُتلة خرسانة وهناك رنة هاتف لشخص عند تجمع ركام، ورضيع تُسمع صرخاته، بينما رجال الإنقاذ لا يتوقفون بحثًا عن ناجين جُدد في تركيا وسوريا بالرغم من قرب انتهاء الفترة الذهبية لإنقاذ ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب مناطق بالبلدين فجر الاثنين الماضي.
مع قرب انتهاء اليوم الثالث على زلزال تركيا وسوريا ما زالت فرق الإنقاذ تحاول مسابقة الزمن في البحث عن ناجين من العالقين أسفل المنازل التي ضربها الزلزال.
حصيلة الضحايا
حصيلة قتلى الزلزال الذي ضرب مناطق شاسعة من تركيا وسوريا، تجاوز 20 ألف قتيل حتى الآن، بحسب حصيلة رسمية نشرت مساء الخميس.
وأفادت هيئة إدارة الكوارث التركية أنه تم انتشال 17 ألفاً و134 جثة من تحت الأنقاض إلى الآن، فيما تم إحصاء 3317 جثة في سوريا بحسب آخر حصيلة رسمية ومصادر طبية، ما يرفع عدد القتلى إلى 20 ألفا و451.
الفترة الذهبية
لودي كوروا، خبير البحث والإنقاذ في إندونيسيا الذي تطوع لعمليات الاستجابة للزلازل لأكثر من 15 عاما، قال لصحيفة “نيويورك تايمز”، إن الفترة من يوم إلى ثلاثة أيام بعد وقوع الزلزال هي عادة “الفترة الذهبية” لإنقاذ الأرواح، مضيفًا أن “الأشخاص الذين نقوم بإنقاذهم عالقون تحت الهياكل بعظام قد تكون مكسرة، ولا يمكنهم البكاء طلبا للمساعدة”.
ديفيد لويس، منسق فريق البحث والإنقاذ الدولي في المناطق الحضرية التابع لوكالة الإطفاء والإنقاذ في نيو ساوث ويلز بأستراليا، قال إنه تم العثور على بعض الناجين بعد أربعة أيام أو أكثر من وقوع الزلزال، مضيفًا أن مقدار الوقت الذي يمكن للشخص أن يعيش فيه تحت الأنقاض يعتمد على عدة متغيرات، بما في ذلك درجة الحرارة، ووصوله إلى الطعام والماء.
وأكمل: أنه لسوء الحظ، جاء الزلزال القوي الذي ضرب تركيا وسوريا في منتصف الليل، وهو الوقت الذي كان كثير من الناس فيه نائمين، إلى ذلك، قال المهندس الإنشائي في جامعة نورث إيسترن والمتخصص في الزلازل، جيروم حجار، إن العديد من المباني في منطقة الزلزال تبدو وكأنها من الخرسانة المسلحة قليلاً وهياكل البناء يعود تاريخها إلى عدة عقود، وهذا يعني أنها قد تكون عرضة لمزيد من الانهيار في حالة حدوث هزة ارتدادية كبيرة، هذا يجعل الوضع أكثر صعوبة.
13.5 مليون شخص
مسؤولون بالحكومة التركية أكدوا أن نحو 13.5 مليون شخص يعيشون في المناطق المتضررة من الزلزال، مشيرين إلى إحراز تقدم في استعادة الكهرباء وإعادة فتح الطرق السريعة في المناطق المتضررة من الكارثة.
يُذكر أن منطقة الشرق الأوسط شهدت على مدار الساعات الماضية هزات ارتدادية عقب الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا.
وفجر الاثنين، شهدت مناطق جنوب تركيا وشمال وغرب سوريا زلزالًا مدمرًا بدرجة 7.7 ريختر، أعقبه 300 هزة ارتدادية في تركيا وحدها.