عظّم اللهُ أجركم في الفقيدهْ
منذ ولَّت عن النفوسِ طريدهْ
منذ شاهت من الركودِ وشاخت
فاستقالت من القلوبِ قعيدهْ
كانت الشمسُ ثم صارت سرابا
في عيونٍ كليلةٍ وعنيدهْ
كانت الحُسنُ والجمال دعاها
تلبسُ التاج في الكمالِ تليدهْ
باهلتكم مُـذ ادّعيتم عليها
كل نقصٍ وما تزال شهيدهْ
كيف يستبدلُ الأنامُ بشهدي
حنظلَ الإثمِ في دنيء مكيدهْ
يا ذُرى المجدِ كيف هان ودادي
يا حماقاتُ: كيف صرتِ مجيدهْ
هل أحسَّ السفيهُ يوم رحيلي
فرحةَ النصرِ! كيف أصبح عيده؟
ليت شعري أكلُّكم يتغنّى
بي وفي معصمي يدقُّ حديدَه!
يبذرُ اليأسَ والأذى بطريقي
ثم يرثي مآثري بقصيدهْ !
يا أخي يا حياءُ مالكَ تبكي!
هل وجوهُ العبادِ صارت قديدهْ ؟!
هل رأيتَ الوفاءَ يُصلبُ حيًا
والنفاقُ اللئيمُ يقطعُ جِيدَه؟
حاكَموا الفجرَ في الظلامِ وقالوا
بعد أن قـتّـلوه : جـزَّ وريدَه
يا بقايا الرجالِ : هل تتجلّى
طلعةُ الحقِّ والنفوسُ بليدهْ !
كيف يكسو العراةَ خازنُ بؤسٍ
كالحُ الوجهِ بالثيابِ جديدهْ ؟
عوَّض اللهُ صبركم يا يتامى
قد أُكلتم إذِ القلوبُ حديدهْ
ما لملح الحياةِ أصبح مُـرًا
فاسد الحفظِ قد أضرَّ مُريدهْ
أظلم الكونُ كلُّه برحيلي
قالها العصرُ ثُـمَّ مـجَّ صديدهْ
ثُمَّ خطَّ العـزاءَ فوق رفاتي
عظّمَ اللهُ أجـركم في الفقيدهْ