الأمة – ترجمات| منذ أن أعطى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قواته إشارة البدء لغزو أوكرانيا، أثار قلق الحكومات الأوروبية وكان السؤال الذي يتردد: ماذا سيحدث إذا أوقفت موسكو الغاز؟
كان التهديد بقطع إمدادات الغاز الروسي عن الدول الأوروبية، التي اعتمد الكثير منها عليها لسنوات لتدفئة منازلهم وتشغيل مصانعهم، ورقة رابحة يمكن أن يلعبها بوتين إذا استمرت الحرب التي بدأها في فبراير الماضي في شتاء طويل.
قد يتساءل مواطنو الدول التي لم تكن في حالة حرب مباشرة مع روسيا، عندما بدأ البرد ينتشر، لماذا يتم التضحية براحتهم وسبل عيشهم نيابة عن أوكرانيا.
كان يُعتقد أن القادة الوطنيين، الذين يشعرون بالضغط الداخلي، قد يحرضون على تخفيف العقوبات أو التوسط في السلام بشروط مواتية لموسكو.
سلاح الطاقة
يوضح كير جايلز، الاستشاري الأول في مركز الأبحاث تشاتام هاوس: “هناك وجهة نظر تقليدية في روسيا مفادها أن الشتاء العام هو أحد أفضل أصولها في الحرب”.
في هذه الحالة ، سعت روسيا إلى استغلال الشتاء لزيادة قوة أداة أخرى في صندوقها: سلاح الطاقة.
كانت روسيا تعتمد على تجميد الشتاء لإعادة أوروبا إلى رشدها وإقناع الجماهير في جميع أنحاء القارة بأن دعم أوكرانيا لا يستحق العناء في محافظهم “، وفقا لجايلز.
شتاء أكثر اعتدالًا
لكن هذا البرد الطويل لم يمر بعد. تمتعت أوروبا الغربية والوسطى بشتاء أكثر اعتدالًا مما كان متوقعًا، والذي، جنبًا إلى جنب مع حملة منسقة لتقليل استهلاك الغاز، أدى إلى إخراج واحدة من أكبر أوراق المساومة لبوتين.
مع اقترابنا من عام 2023، أصبح أمام الحكومات الأوروبية الآن فرصة سانحة للحصول على البط على التوالي وتقليل الاعتماد على الغاز الروسي قبل حلول شتاء آخر.
يمكن أن يؤدي القيام بذلك دورًا حاسمًا في الحفاظ على الجبهة المتحدة للغرب مع استمرار الحرب.
إذن، ما هي مدة هذه النافذة وما هي الإجراءات قصيرة المدى التي يمكن اتخاذها لتحقيق أقصى استفادة منها؟
يقول آدم بيل، مسؤول الطاقة السابق في حكومة المملكة المتحدة، إن الشتاء الدافئ قد “اشترى أوروبا سنويًا. كان من الممكن أن يؤدي شهر ديسمبر ويناير الأكثر برودة إلى التهام الكثير من مخزونات الغاز في أوروبا، مما قد يؤدي إلى نقص مادي في الجزيئات “.
لكنه يحذر من أن مجرد تخزين الغاز لا يكفي. “يجب القيام بالمزيد من العمل بكفاءة.
تحتاج المنازل والشركات إلى المباني التي تهدر طاقة أقل من خلال العزل. تحتاج الشركات إلى تحويل عمليات التصنيع بعيدًا عن الغاز الطبيعي “.
يتهم المنتقدون الحكومات الأوروبية بالتركيز أكثر من اللازم على التحكم في السعر الفوري للغاز، بدلاً من الاستثمار في تدابير طويلة الأجل مثل الكفاءة ومصادر الطاقة المتجددة.
