- العزلة.. نقطة ضعف عند الإسلاميين - الخميس _25 _فبراير _2021AH 25-2-2021AD
- المتدين الميت.. من صور التدين المغشوش - الجمعة _19 _فبراير _2021AH 19-2-2021AD
- المثقف الرسالي الذي نريده - الثلاثاء _16 _فبراير _2021AH 16-2-2021AD
ماذا يريد «بايدن» أو أي رئيس أمريكي من مصر والعرب؟
يجب أن يستقر في وعينا المصري والعربي، أن أمريكا لا تعتبرنا أصدقاءً لها، صديقها هو عدونا الكيان الصهيوني، وهي لا يمكن أن تجمع بين حب عدوين. وعند أمريكا عقيدة دينية نتج عنها تحالف صهيوني بروتستانتي من أجل قيام دولة «إسرائيل» قبل معركة هرمجدون والمجيئ الثاني للمسيح، وقد حدث هذا على مدى عشرات السنين تم فيها اختراق الصهيونية للبروتستانتية. وعليه .. فإن السياسي العربي الذي يطمع في صداقة أمريكا، ويحلم أن تقف معه في دعم قضاياه وحقوقه المشروعة، إنما هو سياسي فقير وفاشل.
وهكذا فإن رؤساءهم كلهم واحد في المنطلقات الأساسية، ويبقى الاختلاف بينهم هو اختلاف تنوع وليس اختلاف تضاد .. أي أنه اختلاف شكلي ولم ولن يكون اختلافًا في الجوهر والمبدأ.
وعلى العموم فإن المطالب الرئيسية لأي رئيس أمريكي من مصر والدول العربية هي:
أولاً: أن تكون أمريكا قريبة مما يحدث في بلادنا وعلى معرفة بالسياسات والتوجهات قبل إقرارها، حتى لا تفاجأ بأمر لم تتحسب له، باعتبارها القوة العظمى والأولى في العالم والتي تملك أكبر قوة عسكرية وأكبر نفوذ سياسي كما تملك ربع اقتصاد العالم، وبطبيعتها في السيطرة والهيمنة وحشر أنفها في كل شيئ. وبعبارة أخرى تريد نظامًا سياسيًا يتعاون معها ويحافظ على مصالحها، وينفذ ما يطلبونه منه.
ثانيًا: أن يدار اقتصادنا على المبادئ والأصول التي يضعونها لنا، وأن يبقى اقتصادًا استهلاكيًا لا يحقق النهضة والتنمية المطلوبة، وأن تبقى بلادنا سوقًا للسلع الأمريكية .. في الوقت الذي يضمنون فيه أن يحصلوا منا على المواد الخام بأرخص الأسعار.
ثالثًا: الهيمنة على جيوشنا، والعمل على ألا تكون جيوشًا نظامية، بل وحدات لمكافحة “الإرهاب”، وتغيير عقيدتها العسكرية، ومنع هذه الجيوش من امتلاك الأسلحة غير التقليدية، أو حتى تحقيق الاكتفاء الذاتي من الأسلحة التقليدية.
رابعًا: تهميش وإبعاد أعداء أمريكا (الإسلاميون بصفة خاصة ـ أو أية توجهات وطنية رافضة للنفوذ الأمريكي والتبعية للأمريكان).
خامسًا: الحفاظ على أمن بني صهيون ومصالحهم واحترام معاهدة كامب دافيد وعدم معاداتها في أية قرارات أو سياسات أو حتى توجهات؛ والانطلاق من نفس الرؤية الأمريكية بأن يكون الصهاينة هم الرقم الأهم في المنطقة، والمحافظة على أن يكون الجيش الصهيوني أقوى من الجيوش العربية مجتمعة.
سادسًا: محاصرة إيران ومعاداتها وعزلها وعدم التعاون معها، ليس من منطق كراهية إيران، وإنما تحقيق لرغبة بني صهيون، الذين يرفضون أن تنمو أيران نموًا يجعلها القوة الإقليمية الأولى في المنطقة، فالصهاينة يعدون أنفسهم لهذه المكانة، كما أن بني صهيون متأكدون بنسبة ٩٨% أن إيران لن تحاربهم، ولكنهم ليسوا مثلنا، فهم لا يتركون أية نسبة ليست تحت سيطرتهم ولو كانت ٢%، للمصادفة وعدم اليقين.
سابعًا: ضمان تدفق البترول العربي إلى أمريكا، والانطلاق من الرؤية الأمريكية بشأن السياسات البترولية وأسواق البترول، سواء في الإنتاج أو التسعير .. الخ.
ثامنًا: السيطرة على مناهج التعليم في بلادنا، حتى لا تعود الأجيال التي تربت على القيم والمفاهيم الإسلامية والوطنية، وهي الأجيال التي يخافونها ويرتعبون منها.