فرنسا حرفت ترجمات القرآن لتصد الأوروبيين عن الدخول في الإسلام
فرنسا هي رأس الحربة في العداء للإسلام والكيد له ومحاربته،
لذلك كانت هي المحرك الأول للحملات الصليبية؛
فانطلقت أول حملة صليبية من أراضيها تجاه القدس،
وهي قائدة جهود تنصير المسلمين وتتحمل وحدها ثلثي ميزانية التنصير العالمية…
واليوم نعرض لوجه قبيح آخر من وجوه فرنسا، وهو وجه الاستشراق
وما يقوم به المستشرقون الفرنسيون مقارنة بأقرانهم الغربيين..
وقبل أن نوضح دور المستشرقين الفرنسيين في محاربة الإسلام..
نلقي نظرة عامة سريعة ومبسطة على الاستشراق.
المستشرقون والقرآن
الاستشراق هو دراسة كافّة البنى الثّقافيّة للشّرق (أي لبلاد المسلمين) من وجهة نظر غربية،
وهي في الغالب أكاديمية، يقوم بها باحثون غربيون يسمون «مستشرقون»،
يدرسون كل ما يتعلق بالإسلام وبحياة المسلمين وتاريخهم من شتى الجوانب:
من عقيدة وشريعة وثقافة وحضارة وتاريخ ونظم وثروات وإمكانات.. الخ،
والمفترض أن هذه الدراسات علمية وأكاديمية ومحايدة،
لكن بعد تراكمها وتنوعها اتضح بما لا يدع مجالا للشك أنها تهدف إلى تشويه الإسلام،
وتحاول تشكيك المسلمين في القرآن، وفي الوقت نفسه تحاول تضليل غير المسلمين وصرفهم عن القرآن والإسلام.
وللأسف فقد اشتهر بين الأكاديميين والمثقفين في بلادنا الثناء على جهود المستشرقين العلمية في خدمة التراث الإسلامي،
ومحاولة تبرئتهم وإظهارهم كأصحاب علم وفكر.
لكن والحمد لله فإن كثيرا من العلماء المحققين فضحوا أمرهم
وأكدوا أن الاستشراق خادم للكنيسة وأهدافها وليس بريئًا،
ولا يكاد يوجد مستشرق واحد خلا كلامه من الدس والتشويه، وربما قدم القليل النادر منهم خدمات لتراثنا،
لكن ضررهم أكبر من نفعهم، لأن كل ضررهم في تشويه الحقائق يبنى عليه ويؤخذ على أنه حقائق مع مرور الوقت.
برنامج واحد لضرب الإسلام
والثابت والمؤكد أن المستشرقين كلهم يعملون ضمن برنامج واحد لضرب الإسلام، بالتعاون مع الفاتيكان والمؤسسات الدينية وأجهزة المخابرات الغربية،
فالإنسان الأوروبي الذي يدخل الإسلام وهو لا يعرف اللغة العربية تقام بينه وبين معرفة الحق حواجز كبيرة جدًا حينما يعتمد على كتب المستشرقين
التي تشوه كل شيء في الإسلام، بل إن هذه الكتب تقف حاجزًا دون إسلام أعداد هائلة من الأوروبيين.
فلان واخذ قلم في نفسه
إن لغة القرآن صعبة حتى على أهلها، فما بالنا بصعوبتها على المستشرقين،
فالمستشرق لكي يقدم عملاً جيدًا – وخاصة في ترجمة معاني القرآن الكريم –
لابد أن يكون قارئًا جيدًا للتفاسير وعنده النية لأن يفهم، وليست النية لأن يخطئ.
إن جذر الكلمة العربية يمكن أن يحتوي على ١١ معنى ليس لهم علاقة ببعضهم،
قد يكون لدى المستشرق معرفة ببعضها، لكنه لا يعرف الباقي، كما أن هناك تراكيب للقرآن،
فمثلاً: [ضاقت عليهم الأرض بما رحبت]
كل المستشرقين فسروها تفسيرًا حرفيًا وليس تفسيرًا للتركيب اللغوي ككل،
ففعلوا مثل الذي ترجم القول الشهير «فلان واخذ قلم في نفسه» هكذا:
He Took a Pencil on himself
ولم يترجمها بأنه مغرور مثلاً. والمستشرقون لا يفهمون تراكيب القرآن لعدم تمكنهم من اللغة العربية.
ضمن أعمال المستشرقين الغربيين بشكل عام، تأتي ترجمات معاني القرآن الكريم إلى العديد من اللغات الأوروبية، وهناك إجماع في الأزهر الشريف وبين الباحثين المسلمين المتخصصين أصحاب اللسان العربي وفي كل الجامعات الإسلامية الكبيرة، أن هذه الترجمات مليئة بالأخطاء ولا تمثل معاني القرآن الصحيحة ولا تترجم روحه، إلا إن في الكثير منها بعض الفائدة رغم ما تحويه من أخطاء جمة.
ترجمة د. زينب عبد العزيز
لكن هذه الترجمات الغربية (رغم أخطائها بل خطاياها) في كفة.. وفي الكفة الأخرى الترجمات الفرنسية،
فكما تقول د. زينب عبد العزيز أستاذ الحضارة واللغة الفرنسية
والتي أنجزت أدق ترجمة لمعاني القرآن الكريم إلى الفرنسية وأشاد بها الأزهر إشادة بالغة، تقول:
«هناك ترجمات عديدة لمعاني القرآن بالفرنسية تصل إلى أكثر من عشرين ترجمة، كلها ترجمات بالتحريف والتشويه والأخطاء، بشكل متعمد ولافت، وأشهرها ترجمة جاك بيرك المستشرق الفرنسي، وقد ذاع صيته في العالم العربي على أنه صديق للعرب، وهذا غير حقيقي، وخطورة ترجمة جاك بيرك في الستة ملايين مسلم فرنسي الذين لا يعرفون العربية ويقرؤون هذه الترجمة المشوهة».
انتهى كلام د. زينب عبد العزيز.
ومعنى كلام هذه الباحثة والأكاديمية الكبيرة المتخصصة والمتميزة
أن المراد بالتشويه المتعمد في الترجمة هو صرف الفرنسيين ومعهم الغربيين بشكل عام من غير المسلمين
الذين يدرسون الإسلام أو يحاولون التعرف عليه عن الدخول فيه، لأنهم لن يجدوا فيه هداية الإسلام الحقيقية ومعانيه وجاذبيته وعقيدته السمحة البسيطة،
فالأبالسة قد سبقوهم وشوهوا كل ذلك وأقاموا أمامهم حائط صد يمنعهم من الدخول في الإسلام..
لكن ومع هذا فلن يصح إلا الصحيح،
وصدق الله القائل: [والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون]..
والقائل: [إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيئ قدرا]
- السيد أبو داود يكتب: الإساءات لرسول الإسلام - الأربعاء _25 _يناير _2023AH 25-1-2023AD
- السيد أبو داود يكتب: الماء المغلي.. وهزيمة حملة فريزر!! - السبت _7 _يناير _2023AH 7-1-2023AD
- السيد أبو داود يكتب: بين مفتي مصر وهيئة كبار علماء السعودية - الأثنين _24 _أكتوبر _2022AH 24-10-2022AD