«خير الدين بربروس»..
العلمانيون يصفون أكبر أمير بحار مسلم بـ«القرصان»!!
أحيت تركيا مؤخرًا، بحضور الرئيس إردوغان الذي ألقى كلمة بالمناسبة، الذكرى ٤٧٣ لوفاة أمير البحار «خير الدين بربروس»، ذلك البطل والبحار والمجاهد الجزائري، الذي أصبح قائدًا للأسطول البحري العثماني، والذي خلد اسمه بانتصاراته البحرية، وتقنياته التي ابتكرها وساهم من خلالها في وضع أسس لواحدة من الإمبراطوريات الأكثر تأثيرًا في التاريخ، وبفضله أصبح البحر المتوسط بحيرة إسلامية، فهزم الأساطيل الأوروبية على اختلاف أنواعها، وأنقذ مئات الآلاف من المسلمين (الموريسكيين) وهم الذين تم طردهم من الأندلس بعد سقوطها في يد الإسبان.
نحن إذًا نتحدث عن بطل غير عادي، أحكم السيطرة على الجزائر، بعد سلسلة من المعارك ضد الغزاة الإسبان والجنويين الإيطاليين، ووقف هو وأخوه «عروج» حائط صد منيع ضد محاولات إسبانيا وفرنسا وجنوى وبعض الدول الأوروبية لاحتلال الجزائر.
كان «خير الدين بربروس» غير مرتبط بالدولة العثمانية، لكنه لما رأى الأطماع الأوروبية على الجزائر، طلب التعاون مع العثمانيين، فرحبوا به ودعموه حتى سيطر على الجزائر عامي ١٥١٦م ـ ١٥١٧م، ثم لما رأوا مهارته وبطولاته أخذوه عندهم وعينوه قائدًا للأسطول البحري العثماني.
بعد تحقيق الدولة العثمانية المزيد من الانتصارات في مياه البحر المتوسط بفضل «بربروس» باشا، أعدت كل من الباباوية والبندقية وجنوى ومالطا، وإسبانيا، والبرتغال، أسطولاً صليبيًا ضخمًا، بهدف مواجهة الأسطول العثماني، حيث التقيا في خليج أمبراسيان، في معركة «بروزة» البحرية، والتي تعد من أكبر المعارك البحرية حتى ذلك التاريخ.
بلغ تعداد الأسطول الصليبي في معركة «بروزة»، أكثر من ٦٠٠ سفينة، و٦٠ ألف جندي، في حين وصل عدد السفن العثمانية إلى ١٢٢ سفينة، وحوالي ٢٠ ألف جندي.
وحقق «خير الدين بربروس» باشا في هذه المعركة انتصارًا عظيمًا، حيث دمر ١٢٨ سفينة صليبية، واستولى على ٢٩ سفينة، دون أن يفقد أسطوله أية سفينة، واستشهد في المعركة حوالي ٤٠٠ جنديًا عثمانيًا. وعقب ذلك النصر، عززت الإمبراطورية العثمانية من سيطرتها على مياه البحر المتوسط.
بلغت القوات البحرية العثمانية ذروة مجدها في عهد «بربروس» باشا، حيث ساهمت الانتصارات البحرية التي أحرزها في امتداد حدود الإمبراطورية العثمانية البرية إلى البحار.
ولعب «بربروس» باشا دورًا كبيرًا في تحديد السياسات البحرية العثمانية وتطويرها، كما أنشأ ترسانة بحرية ضخمة لبناء السفن، تعد الأهم من نوعها في تلك الفترة.
كان «بربروس» باشا يتقن لغات عدد من دول حوض المتوسط، مثل الرومية، والعربية، والإسبانية، والإيطالية، والفرنسية، ورغم قضائه معظم حياته في البحار، إلا أنه بنى جامعًا، ومدرستين في إسطنبول.
توفي «خير الدين بربروس» باشا في ٤ يوليو عام ١٥٤٦م، عن عمر ناهز الـ ٧٦ عامًا، في منطقة بيشكتاش بإسطنبول، ودُفن بالقرب من مدرسة أنشأها هناك.
هذا بحار عبقري ومجاهد بطل، ولم ير تاريخ الجهاد الإسلامي البحري مثله، ومن الطبيعي أن تفخر به تركيا وأن تحتفل بذكراه.. لكن المصيبة السوداء أن العلمانيين المصريين الذين يكرهون الإسلام وتاريخه وقادته وأبطاله ورموزه، لم يعجبهم ذلك، فكتبت «البوابة نيوز» العلمانية المصرية تتندر على الرئيس التركي الذي يتباهي بشخصية «خير الدين بربروس»، وتقول إن «بربروس» كان في بداية حياته كبير قراصنة البحر المتوسط هو وشقيقه «عروج»، وأنهما كانا يمارسان القرصنة في البحر الأبيض المتوسط عندما بسطت إسبانيا سيطرتها على الأندلس بتوجيهات من «كوركود»، نجل السلطان العثماني بايزيد الثاني، فكانا يعطلان حركة الملاحة ويغيران على السفن في غرب البحر المتوسط.
مقاومة السفن الأوروبية، ومواجهة الغزو البحري الصليبي، والتصدي لاحتلال الجزائر، وإنقاذ مسلمي الأندلس الهاربين بدينهم من محاكم التفتيش والتنصير والقتل، والتصدي لعبث وبلطجة وظلم وعربدة البحرية الأوروبية في البحر المتوسط.. كل ذلك يسميه العلمانيون المصريون «قرصنة» يعني «إرهاب».. وهكذا ينظرون إلى الجهاد الإسلامي وحماية المسلمين بشكل عام.. ثم يَضلون ويُضلون ويزورون التاريخ، نكاية في تركيا وكراهية في إردوغان.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!!
- السيد أبو داود يكتب: الإساءات لرسول الإسلام - الأربعاء _25 _يناير _2023AH 25-1-2023AD
- السيد أبو داود يكتب: الماء المغلي.. وهزيمة حملة فريزر!! - السبت _7 _يناير _2023AH 7-1-2023AD
- السيد أبو داود يكتب: بين مفتي مصر وهيئة كبار علماء السعودية - الأثنين _24 _أكتوبر _2022AH 24-10-2022AD