(يا عُمر.. كنا وإياكم في الجاهلية وقد خلّى الله بيننا وبينكم فغلبناكم.. فلما كان معكم غلبتمونا).. كلمات قائد الروم إلى خليفة المسلمين “عمر بن الخطاب” – رضي الله عنه – عندما انتصر المسلمون عليه..
روشتة علاج مجانية يهديها الرجل إلى المسلمين في زماننا، ويجيب بها على السؤال الصعب.. لماذا ندعو ولا يستجاب لنا، رغم أننا على الحق؟
وهل الحق مناسك وظيفية، وفرائض خالية الدسم، روتينية، عادات وليست عبادات، وتديّن مفتعل من مستشيخين الأمة؟
ما الفرق بيننا إذن وبين “عبدالله بن سلول” وبقية المنافقين الذين كانوا يجالسون النبي – صلى الله عليه وسلم – وكان يعرفهم، وذكرهم للصحابي الجليل “حذيفة بن اليمان”، ورفض النبي أن يفضحهم، عندما طلب منه حذيفة ذلك.
كان هؤلاء المنافقون يتدافعون ويسارعون إلى الصف الأول في الصلاة، خلف النبي، ولا يتركون صُحبته – صلى الله عليه وسلم – خوفا من شوكة الإسلام، في ذلك الوقت، لا حُبـًا فيه.
ما الفرق بيننا وبينهم؟.. نحن نخاف من العادات والتقاليد، وغضبة المجتمع المسلم على المجاهر.
ولهذا فقدنا سلاحنا الأخير (الدعاء) بعد أن سقطنا في حلبة الزمن بضربة الضمير القاتلة، ولم نعد نملك غير (ثقافة التديّن) التي يفتعلها العامة، وتلوكها صُحف (اديني عقلك) و(تدندن) بها ألسنة المشخصاتية والراقصات، والصحفيين، وكهنة (فضائيات إبليس) في أدوارهم التمثيلية المُدهشة علينا …فنحن في مجتمع (كله بيمثل على كله).
يتلاعبون بنصوص القرآن الكريم، ويضعون (العمامة) على رأس “مسيلمة الكذاب” ورفاقه من رجال الدين الذين باعوا دينهم واشتروا رضا السلطان، فأحلّوا الحرام، وحرّموا الحلال، لكنه عز وجل يُمهل ولا يهمل.
ونعود للسؤال.. لماذا لا يُستجاب لنا؟ فيرد الطبراني في حديثه عن ابن عباس قال: إن سعد بن أبي وقاص قال: يا رسول الله.. ادعو الله أن يجعلني مستجاب الدعوة، فقال النبي، صلى الله عليه وسلم،: (يا سعد.. أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة).. رغم إن سعد – رضي الله عنه – من المبشرين بالجنة.
يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: (والأدعية والتعوذات بمنزلة السلاح، والسلاح بضاربه، لا بحدّه فقط، فمتى كان السلاح سلاحا تاما لا آفة به، والساعد ساعد قوي، والمانع مفقود، حصلت به النكاية في العدو، ومتى تخلّف واحد من هذه الثلاثة تخلّف التأثير) الداء والدواء ص35.
ويقول الخليفة الراشد عمر بن عبدالعزيز: إن الله تعالى لا يعذّب العامة بعمل الخاصة، ولكن إذا أظهرت المعاصي فلم ينكروا عليهم فقد استحق القوم جميعًا العقوبة.
روى سعيد عن قتادة قال: إن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يومئذٍ بمكة فقال: أنت الذي تزعم أنك رسول الله؟ قال: نعم، قال: أي الأعمال أحب إلى الله تعالى؟ قال: الإيمان بالله، قال: ثم ماذا ؟ قال: صلة الرحم، قال: ثم ماذا؟ قال: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال: فأي الأعمال أبغض لله تعالى؟ قال: الشرك بالله، قال: ثم ماذا؟ قال: قطيعة الرحم قال: ثم ماذا؟ قال: ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وتلك مصيبة هذا الزمان.. نفاق العلماء، وجُبن العامة، ولذا ضاعت المجتمعات، وحلّ السخط، ولم يُستجب للدعاء رغم الظلم والدماء والاعتداء على بيوت الله، وانتهاك أعراض المسلمات..
لا تنخدع بحلو الكلام من أفواه العلماء والعامة، ولا مقالات الكُتّاب والصحفيين في الزهد والعقيدة والموت، فما أسهل الخطابة والكتابة عند هؤلاء (صناعة وحِرفة يرتزقون منها)…
حين رأى عبد الله بن سلام، وجه النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: (عرفتُ أن وجهه ليس بوجه كذّاب)..
الصدقُ يطلُ من ملامح الإنسان..ومن قراءة وجه أي إنسان، تستطيع أن تحكم عليه، وإذا لم تستطع، شُك في نفسك، لأن الإمام الشافعي يقول: (فراسة المؤمن لا تخيب)..
اُنظر إلى المسلمين، ووجوه علماء الدين في بلاد الإسلام، هل تصدّقهم؟!
يرد الإمام العلامة “ابن عقيل”: “إذا أردت أن تعلم محل الإسلام من أهل الزمان، فلا تنظر إلى زحامهم في أبواب الجوامع، ولا ضجيجهم في الموقف بـ لبيك، وإنما انظر إلى مواطأتهم أعداء الشريعة”..
وهذه هي الخلاصة!
- في مثل هذا اليوم 22 مارس 1945م: إنشاء جامعة الدول العربية - الأربعاء _22 _مارس _2023AH 22-3-2023AD
- في مثل هذا اليوم: وفاة الشيخ المجاهد “محمد علي الصابوني” - الأحد _19 _مارس _2023AH 19-3-2023AD
- في مثل هذا اليوم 19 مارس 1989م: رفع العلم المصري على “طابا” - الأحد _19 _مارس _2023AH 19-3-2023AD