
جدد إبراهيم الزعفراني القيادي السابق في جماعة الإخوان المسلمين دعوته للجماعة بالانسحاب من المشهد السياسي ومن المنافسة علي السلطة معتبرا ان هذا الخيار كان اختيار مؤسس الجماعة الأول في عدد من التوقيتات شديد الحساسية مفضلا الدعوي عن السياسي دون تردد
وعدد الزعفراني في تدوينة له علي شبكة التواصل الاجتماعي “فيس بوك “المزايا التي ستحصل عليها الجماعة من مكاسب منها تخفيف العداء مع حكام دول الخليج خاصة السعودية والتى كما قال الكاتب السعودى الشهير جمال خاشقجي
واستند الزعفراني لقول الإعلامي السعودي : اعتبرت ان الإسلام السياسي الذى ظهر اثناء الربيع العربي تهديدا وجوديا لها ، رغم إيمانه هو اى الكاتب ان الإسلام السياسي هو الحليف السنى القوى الصادق لها فى مواجهة المد الشيعى ، خاصة أن الحكم فى السعودية هو إسلام سياسي حيث يحظى ملك البلاد بالمرتبة السياسية والدينية فى وقت واحد فهو خادم الحرمين ولى الأمر بالنسبة للشعب السعودي ، وفى الوقت الذي تستقبل القيادة السعودية ممثلي الإخوان اليمنيين .
أما المكسب الثاني والكلام مازال للزعفراني من خروج الإخوان من المنافسة علي السلطة حاليا فيتمثل في إزالة الشماعة التى تعلق عليها السلطة فشلها فى إدارة الدولة وتفريطها فى أراضها وثرواتها ، حيث يسوق نفسه كحائط صد ضد عودة الإخوان و فى مواجه العمليات الإرهابية التى ينسبونها دائما للعدو الذي صنعوه أمام شريحة عريضة من الشعب المصري ألا وهم الإخوان .
واستمر الزعفراني وهو أحد رموز الصحوة الإسلامية في سبعينات القرن الماضي في تعدد مكاسب الإخوان قائلا : ستسهم هذه الخطوة تخفيف الضغوط الإقليمية والدولية عن كل من قطر وتركيا بإزالة تهمة إيوائهما الأفراد من جماعة الإخوان “الإرهابية “، وانا أرى ان هاتين الدولتين مع كل الاحترام لهما ، إن طاقة تحملها لذلك العبء قد لا يدوم طويلا .
وتابع الزعفراني حصر المكاسب قائلا : المكسب الرابع سيتمثل في سحب ورقة التهديد الدولية ومحاولة الضغط على بعض الدول الغربية لتصنيف جماعة الإخوان المسلمون كجماعة إرهابية .
وأعرب الزعفراني الذي جمد عضويته في جماعة الإخوان خلال السنوات الماضية :تمنيت لو استطيع التواصل المباشر مع المرشد في محبسه ، او ان يحمل رسالتي هذه اليه من يستطيعون الوصول اليه….. ولقيادات الإخوان خارج السجن وأصحاب الرأي فيهم خاصة من هو مقتنع معي بهذا الرأي.. أقول : مسئوليتكم كبيرة أمام الله وأمام من ورائكم من الإخوان ، وأمام شعب وضع فيكم آمال كبيرة وقد أصبح ضحية لصراع قد يطول .
وخاطب قيادات وأعضاء الإخوان قائلا :تذكروا واجبكم وموقفكم بين يدى الله يوم القيامة ، ولذلك لما سأل أبوذر رضي الله عنه وهو من هو في الصلاح والزهد والعلم والخُلق ، الرسول عليه السلام لماذا لا تولنى مسؤلية على المسلمين ، قال له : (( يا أبا ذر! إنك ضعيف ، وإنها أمانة ، وإنها يوم القيامة خزي وندامة ، إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها )) رواه مسلم.
وحدد الزعفراني شرطان للنجاة لمن تولى المسئولية : الأهلية لها، والوفاء بمتطلباتها كما ينبغي في تلميح غير مباشر لافتقاد الجماعة لهذين الشرطين حاليا .
ودلل القيادي السابق بجماعة الإخوان علي صدقية دعوته للإخوان بالخروج من المشهد السياسي علي ما سمعه من أ. د سليم العوا نقلا عن صديق له نقلا عن قريب له حضر اجتماع الزعيم مصطفى النحاس بالأستاذ البنا ليطلب الاول من الثانى التنازل عن الترشيح للبرلمان المصري فى اربعينيات القرن الماضى قائلا له : يا أستاذ حسن كفى عليك العمل بالدعوة واترك العمل السياسى لمن يجيدونه ، وان ضغوطا تمارس لمنعك من الترشح ، وأنصحك بالتنازل ،
وهنا والكلام مازال للزعفراني لم يتردد الاستاذ البنا بأن قال : وما المقابل ، قال له النحاس باشا : ما هى طلباتك ؟ قال البنا : ان يسمح بفتح شعب الإخوان فى جميع إنحاء القطر المصري ، وأن يلغى البغاء ، وان يمنع بيع الخمور بمصر ، فوافقه الباشا ، فوعده الاستاذ البنا بسحب ترشحه ، ولقد استغرق اللقاء وقتا قصيرا جدا بحسب ما نقله الدكتور العوا.