وَأَفضَلُ قَسمِ اللَّهِ لِلمَرءِ عَقلُهُ
فلَيسَ مِنَ الخَيراتِ شَيءٌ يُقارِبُه
إِذا أَكمَلَ الرَّحمنُ لِلمَرءِ عَقلَهُ
فَقَد كَمُلَت أَخلاقُهُ وَضَرائِبُه
يَعيشُ الفَتَى بِالعَقلِ في الناسِ إنَّهُ
على العَقلِ يَجري عِلمُهُ وتَجارِبُه
وَمَن كانَ غَلاباً بِعَقلٍ وَنجدَةٍ
فَذو الجَدِّ في أَمرِ المَعيشَةِ غَالِبُه
يَزينُ الفَتَى في النَّاسِ صِحَّةُ عَقلِهِ
وَإِن كانَ مَحظُوراً عَلَيهِ مَكاسِبُه
ويُزرِي بِهِ في الناسِ قِلَّةُ عَقلِهِ
وإِن كَرُمَت أَعراقُهُ وَمَناسِبُه
———
الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي الأزدي اليحمدي
من أئمة اللغة والأدب، وواضع علم العروض، أخذه من الموسيقى وكان عارفاً بها.
وُلد ومات في البصرة، وعاش فقيراً صابراً
كان شعث الرأس، شاحب اللون، قشف الهيئة، متمزق الثياب، متقطع القدمين، مغموراً في الناس
قال النضر بن شميل: ما رأى الراؤون مثل الخليل، وما رأى الخليل مثل نفسه.
قدّم الفراهيدي أول وأقدم قاموس للغة العربية باسم كتاب العين كما قدم نظام علامات التشكيل في النص العربي، وكان له دور فعال في التطوير المبكر للعروض وعلم الموسيقى والأوزان الشعرية وأثرت نظرياته اللغوية على تطور العروض الفارسية والتركية والأردية.
وُصف بـ«النجم الساطع» لمدرسة نحاة البصرة، وهو عالم موسوعي وباحث، وكان رجلاً صاحب تفكير أصيل.
كما وُصف بالرائد الأول لعلم المعجميات.
كان الفراهيدي أول عالم أخضع عروض الشعر العربي الكلاسيكي لتحليل صوتي مفصل. كانت البيانات الأولية التي أدرجها وصنفها دقيقة ولكن معقدة للغاية وصعبة الإتقان والاستخدام، وفي وقت لاحق طور المنظرون صيغًا أبسط مع قدر أكبر من التماسك والمنفعة العامة. كما كان رائدا في مجال التعمية، وأثر في أعمال الكندي.