في خطوة تدل على رغبتها في تعزيز تموضعها في أفريقيا، أعلنت الجزائر عن تخصيص مليار دولار لتمويل مشاريع تنموية في الدول الأفريقية، عبر الوكالة الجزائرية للتعاون الدولي من أجل التضامن والتنمية.
وجاء الإعلان على لسان رئيس الوزراء الجزائري “أيمن بن عبدالرحمن” في كلمة نيابة عن رئيس البلاد “عبدالمجيد تبون”، خلال القمة الـ 36 لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي، الأحد، حسب وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية.
وقال “عبدالرحمن” إن “الجزائر قررت ضخ مبلغ مليار دولار أمريكي لصالح الوكالة الجزائرية للتعاون الدولي من أجل التضامن والتنمية، لتمويل مشاريع تنموية في الدول الأفريقية، لا سيما منها تلك التي تكتسي طابعاً اندماجياً، أو تلك التي من شأنها المساهمة في دفع عجلة التنمية في القارة”.
ولفت إلى أن “الوكالة ستباشر إجراءات تنفيذ هذه المبادرة الاستراتيجية، بالتنسيق مع الدول الأفريقية الراغبة في الاستفادة منها”.
وفي فبراير 2020، تأسست الوكالة الجزائرية للتعاون الدولي من أجل التضامن والتنمية، وهي هيئة تابعة لرئاسة الجمهورية بشكل مباشر، وتعمل على تنفيذ سياسة التعاون الدولي للجزائر في المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، ويعول عليها بشكل كبير في تنفيذ الاستراتيجيات الجزائرية في الإطار الذي تعمل فيه.
ويأتي الإعلان الجزائري في إطار استراتيجية جديدة تعززها البلاد لتمتين ارتباطها بدول القارة الأفريقية، لاسيما منذ تولي “تبون” السلطة، ضمن خطة أوسع لتموضع مختلف للبلد العربي الأفريقي الكبير في محيطه، ما يعني أن التركيز الجزائري سيكون على دول الساحل الأفريقي والصحراء، التي تشهد تحديات تنموية وأمنية، ترى الجزائر أن حلها لن يكون أمنيا فقط.
ودعت الجزائر الدول الأفريقية أكثر من مرة لإعادة ترتيب أولوياتها بما فيها العلاقة مع القوى خارج القارة الأفريقية، خاصة بعد أن بذلت الكثير من الجهد لفتح السفارات في العديد من العواصم الأفريقية.
وبدأت التحركات الجزائرية نحو القارة الأفريقية تأخذ زخما مختلفا منذ عام 2018، حيث شرعت البلاد إعادة فتح وتطوير طرق التجارة وخطوط التنقل بين الجزائر والساحل وعمق القارة السمراء، حيث تم تعزيز مشروع الطريق الصحراوي (الجزائر – لاجوس) في نيجيريا، وإنشاء منافذ برية وتجارية مع موريتانيا.