رأت صحيفة “الجارديان” أن استفتاء تونس على الدستور الجديد الذي قدمه الرئيس قيس سعيد لم يثر هزات في المنطقة التي لا تزال تعيد ترتيب نفسها بعد عقد من التحديات المباشرة للحكام المستبدين، والتي زادت من الآمال حول قدرة المواطنين لا المستبدين في تحديد مصيرهم.
ومع تعثر الثورات عبر الانقلابات العسكرية في مصر، والسعودية في البحرين، وأخيرا عبر الدعم الخليجي للحكومة السورية، إلا أن تونس ظلت الأمل الوحيد بين هذه الحركات لإعادة ضبط العقد بين المواطنين والدولة، وإعادة تعريف طريقة إدارة السياسة في الشرق الأوسط.
وظهرت السعودية والإمارات كأكبر الداعمين للرئيس قيس سعيد، والذي يريد تغيير طريقة إدارة البلاد من نظام برلماني يتم فيه تقاسم السلطات، إلى نظام رئاسي يعطيه السيطرة الكاملة على البلاد.
وقالت نانسي عقيل، من المنظمة الحقوقية “المركز للسياسة الدولية”: “مع أن تونس كانت في طريق الإصلاح السياسي إلا أن التحديات الاقتصادية المترافقة مع الفساد أثارت القلق وقبل رئاسة سعيد، وكان الاستيلاء على السلطة هو الجوا ب على التحديات”.
وأضافت أن “الديناميات في المنطقة ومنذ 11 عاما ليست واعدة. والعلاقة التعاقدية بين الغرب والمنطقة التي تعطي الأولوية للنفط، وبتركيز ضيّق على الأمن وعلاقات التطبيع مع المستبدين، زادت الأمور سوءا”.