بحسب الإشارات الصادرات من العاصمتين القاهرة وطهران بأهمية استعادة البلدين لعلاقاتهم الدبلوماسية المقطوعة منذ العام ١٩٧٩وغداة اطاحة الثورة الايرانية بالشاه محمد رضا بهلوي وبروز نجم نظام أية الله الخوميني – تبدو العلاقات المصرية الايرانية مرشحة للتطبيع اكثر من اي وقت سابق رغم مرور خلال العقود الأربعة الماضية بموجات مد وجذر حيث اقتربت هذه العلاقات كثيرا من التطبيع قبل أن تدخل النفق المظلم
ولاشك أن التطورات التي شهدتها العلاقات السعودية الإيرانية واتفاق العاصمتين الإقليميتين الكبيرتين علي تسوية الخلافات واستئناف العلاقات بينهما قد اسهم في ازالة عقبة كبيرة امام تحسين هذه العلاقات انطلاقا من أن القاهرة عملت طوال ما يزيد من اربعة عقود علي عدم استئناف العلاقات مع إيران إرضاء ومجاملة لدول الخليج وفي مقدمتها السعودية.
وساطة صينية بين إيران والسعودية
,ويسود اعتقاد أن هذه العقبة يبدو انها ازيلت بعد نجاح الوساطة الصينية في تبديد الجليد بين السعودية وإيران والتي ظهرت بشكل واضح في توجيه العاهل السعودي الملك سلمان دعوة للرئيس الايراني أبراهيم رئيسي لزيارة الرياض منهيا أعواما من القطيعة بين البلدين. .
ومن الواضح ان التطبيع بين السعودية وإيران لا يشكل العقبة الوحيدة أمام تطور العلاقات المصرية الإيرانية فأي متخصص للعلاقات الدولية والتوازنات في الشرق الاوسط لا يخفي عليه أن الفيتو الامريكي -الإسرائيلي قد لعب دورا مماثلا في عرقلة اي تقارب بين القاهرة وطهران رغم اهمية هذا التقارب الاستراتيجي بين البلدين للأمن القومي لكليهما وهو امر قد يعرقل حدوث هذا التطبيع قريبا في علاقات البلدين في ظل توتر الاجواء بين كل من طهران من جهة وواشنطن وتل ابيب من جهة اخري علي خلقية البرنامج النووي الايراني.
ولا تتوقف العوامل التي تعرقل تطبيع العلاقات بين القاهرة وطهران عند هذا في ظل وجود خلافات بين البلدين حول تمدد النفوذ الايراني في عدد من العواصم العربية علي رأسها دمشق وبيروت وبغداد وصنعاء وتدخل طهران في الشئون الداخلية لعدد من الدول العربية وهو ما ترفضه القاهرة جملة وتفصيلا ناهيك عن اعتراض القاهرة هلي صلات ايران بعدد من جماعات الاسلام السياسي في المنطقة وضرورة وضع حد لهذه العلاقات بشكل يصب في صالح استقرار المنطقة بحسب وصف مصادر دبلوماسية رفيعة المستوي
وتري هذه المصادر ان القاهرة ليست في عجلة من امرها فيما يتعلق بتطور العلاقات بين البلدين بل ان لها شروطا عديدة واعتراضات علي النهج الايراني وإلي أن تتم الاستجابة للاعتراضات المصرية فلا يبدو ان هناك تطبيعا قريبا لعلاقات البلدين والتي تدار حاليا عبر قائم بالأعمال ومكتب رعاية المصالح بين البلدين حيث اشارت المصادر كذلك الي ضرورة وجود أليات وقنوات حوار دبلوماسية لإزالة العراقيل امام هذا التقارب مشددة أي المصادر علي أن الكرة في الملعب الايراني.
مكاسب القاهرة وطهران من التطبيع
ولكن في المقابل ورغم اهمية العلاقات مع دولة بحجم مصر بالنسبة لإيران فان الساسة في ايران ليسوا قادرين علي الوفاء بالشروط المصرية لتطبيع العلاقات فطهران ليست مستعدو للحد من نفوذها في دول الاقليم ولا التخلي عن دورها كقوي عظمي اقليمية من أجل عيون القاهرة التي تبدو مستفيدة اكثر من طهران من هذا التقارب.
حيث ان جملة المنافع المصرية تبدو عديدة سواء فيما يتعلق بتأمين الملاحة في مضيق باب المندب وأ قناة السويس في ظل النفوذ الايراني في اليمن ناهيك عن تبادل تجاري ضخم قد يقيل الاقتصاد المصري من عثرته فضلا عن وصول ما يقرب من ١٠ملايين سائح إيراني الي مصر لزيارة اضرحة ومساجد البيت في مصر ناهيك عن تطوير العلاقات في مجالات عديدة حققت فيها إيران نجاحات لافتة خلال الاعوام الماضية.
فيما استبعدت مصادر دبلوماسية أن تخطو إيران الخطوة الأولي في سياق التقارب مع مصر لاسيما أنها بادرت في العديد من السياقات السابقة للسعي لتطبيع العلاقات مع القاهرة خصوصا خلال عهد الرئيس السابق محمد خاتمي ولم تجد استجابة من القاهرة وبالتالي فان طهران ستترقب خطوة مصرية في ظل ما تردد عن شروط مصرية لأي تقارب محتمل مع إيران
الشروط المصرية للتقارب تراها ايران مجحفة ولا تتناسب مع الوصع شديد الصعوبة التي تمر به مصر سياسيا واقتصاديا ناهيك عن وجود قناعة لدي عدد من المراقبين بافتقاد النظام المصري الارادة لاتخاذ هذه الخطوة في ظل المعارضة الأمريكية الصهيونية لخطوة كهذه بشكل يؤكد ان التقارب المصري الايراني أمر مؤجل حتي الآن علي الاقل