- البر بالأجداد كالبر بالآباء - السبت _9 _يناير _2021AH 9-1-2021AD
- لم يخرج الأزهر عن صمته.. والحمد لله - الأربعاء _23 _ديسمبر _2020AH 23-12-2020AD
- دعني أضرب عنق هذا الكافر - الأحد _20 _ديسمبر _2020AH 20-12-2020AD
الإمام المحدث العلامة سيدي عبد الرحمن بن ابراهيم التغرغرتي الهوزالي.
كان عبد الرحمن التغرغرتي شابا يسعى في طلب العلم، فجاء طاعون عام فأهلك كثيرا من العلماء وذلك في عام 1214هـ، فترك عبد الرحمن مستأذنا أحد الصالحين على أن يبدل غاية جهده في تعليم أولاد الناجين من الوباء، فأذن له في ذلك، فأقبل على التعليم في المدارس، بعد أن هلك من هلك من شيوخه، فتنقل وسط هذه المخاطر يعلم في المدارس،
ثم لازم عبد الرحمن التغرغرتي داره بإيمي نوادي بتغرغرت، بالمغرب وأسس مدرسة لتحفيظ القرآن وتدريس العلوم الإسلامية من فقه وحديث وسيرة وتفسير ونحو ولغة.
فكان له كبير الأثر في حفظ العلم على أبناء هذا المكان، وهيا الله له أمرا عجيبا، حيث كبر طموح قبيلته التي كانت في البادية فأخذت على نفسها أن تخصص للمدرسة ثلث أعشارها وجعلوا لها بيتا جعل مفتاحه أمانة عند رجل أمين يتكلف بتوزيع 14 كيلوغرام من الشعير، لكل دار تكلف تباعا على تحضير قصعة من الكسكس لإطعام الطلبة في وجبة الغذاء، أما الفطور والعشاء فقد تكفلت به الأسر.
ثم سن المحدث عبد الرحمن التغرغرتي في مدرسته قراءة صحيح البخاري في شهر رمضان في بيت- سمي اليوم بـ: بيت البخاري- وكان التغرغرتي يحب أن يختم البخاري في سابع يوم بعد 12 ربيع الأول الذي ولد فيه النبي صلى الله عليه وسلم. وكانت القبيلة تأتي من منازلها بالطعام للمدرسة ليأكل منه كل من حضر ختم البخاري.
ومن العجيب أن أحد أخواننا وزملائنا الكرام من أهل العلم بالمغرب أخبرني أن الشيخ اعتنى بزراعة الزيتون في منطقة المدرسة، وأن هذه المدرسة لا تزال وما حولها من شجر الزيتون الذي زرعه الشيخ هو وطلابه باقية إلى الآن، ومعلوم أن شجر الزيتون يعمر، وكان الشيخ يحمل طلابه على الزراعة معه ليتعلموا، وقد صنف كتابا بعنوان (الفلاحة)، يعلم الناس فيه طرائق الزرع.
ومن بركة هذا السعي خلف الشيخ كتبا وطلابا كثرا صاروا من بعده علماء.
فمن بطن المحن يخرج الله تعالى المنح.
فإن مع العسر يسرا.
والمؤمن يستعين بالله ولا يعجز.