نشرت صحيفة التايمز البريطانية تقرير للمحرر العلمي فيها، بن سبنسر، بعنوان: “جهاز قياس الأكسجين العنصري سبب إصابة الأقليات بكوفيد-19 بشكل حاد”.
ويشير سبنسر إلى أنه عندما اجتاحت موجة فيروس كورونا الأولى بريطانيا في مارس من العام الماضي، كان المنتمون إلى خلفيات سوداء وآسيوية أكثر عرضة للإصابة بالفيروس، وأكثر عرضة للوفاة بسببه.
ويضيف أن الأمر لم يكن يتعلق بالفقر فقط على الرغم من أنه “لعب دورا بالتأكيد”. ومن بين أول عشرة أطباء ماتوا جراء الإصابة بكوفيد-19، كان تسعة منهم من الأقليات العرقية.
وأكد الكاتب أن تأثير كورونا على الأقليات العرقية كان عميقا لدرجة أنه عكس نمط الوفيات في البلاد. فقبل وصول الفيروس، كان متوسط العمر المتوقع للذين ينتمون إلى العرق الأبيض والمختلط أقل من جميع المجموعات الأخرى.
لكن كوفيد-19 غير ذلك، وتجاوز معدل وفاة الرجال والنساء من أصول بنغلاديشية وباكستانية والرجال السود من أصل كاريبي معدل وفاة البريطانيين البيض منذ أوائل العام الماضي.
ويعتقد الخبراء، بحسب الكاتب، أن اللوم في ذلك يقع أيضا على “العنصرية البنيوية” و”التمييز العنصري غير المتعمد” في مجال الطب.
ويضيف أن الطريقة التي يتم بها إنشاء النظام الصحي، في كل من هيئة الخدمات الصحية في بريطانيا وعبر القطاع الطبي العالمي، تميل ضد أولئك الذين ليسوا من البيض.
ويقول الكاتب إن ذلك يظهر بشكل لافت في تصميم جهاز قياس نسبة الأكسجين في الدم. ويشير إلى أن هذه الأجهزة تُستخدم في المستشفيات والعيادات والمنازل، فهي أساسية لمراقبة حالة المرضى وتشخيصها.
ومع ذلك وعلى الرغم من انتشارها في كل مكان، إلا أن هذه الأجهزة لا تعمل بشكل جيد مع مرضى البشرة الداكنة، إذ أنها تعمل عبر قياس كيفية امتصاص أنسجة الإصبع للضوء. لكنّ البشرة الداكنة تمتص الضوء أكثر من البشرة الفاتحة، مما يفسد النتائج.
وأشار الكاتب إلى أن العلماء حذروا لسنوات من هذه المشكلة، وفي بعض الاحيان، يأخذ الأطباء المشكلة هذه بعين الاعتبار ويعدلون عقليا النتائج التي تقدمها هذه الأجهزة للمرضى الذين يتمتعون ببشرة داكنة ويضعون النتائج إلى جانب أسرّة المرضى. لكن الأطباء يقرون بأن الوعي بالمشكلة غير مكتمل، إن وجد أصلا، وأنه مع الاعتماد على المراقبة الآلية للمرضى الآن، فإن هذه التعديلات ليست ممكنة دائما.
وأضاف أن باحثين في جامعة ميشيغان الأمريكية وجدوا العام الماضي أن 12 في المائة من المرضى السود الذين اعتُبر أن لديهم مستويات أكسجين آمنة، كانوا في الواقع يعانون من نقص خطير.