نشرت صحيفة التايمز البريطانية قضية المهاجرين القادمين من الشرق الأوسط العابرين لجبال الألب في صقيع وثلوج الشتاء، في تقرير بعنوان (يخاطر المهاجرون بحياتهم وأطرافهم عند عبور ممرات جبال الألب المغطاة بالثلوج) للكاتب توم كينغتون.
وقال إن جبال الألب بين فرنسا وإيطاليا والتي تشهد حاليا وجود أثرياء العالم للتزلج فوق الجليد، تشهد حاليا موجات هجرة لعائلات تخاطر بحياتها وهي لا تملك مقومات النجاة والحماية من الأخطار.
وبحسب التقرير يخاطر نحو 1200 مهاجر بحياتهم كل شهر في هذا الشتاء لعبور قمم جبال الألب الثلجية من إيطاليا إلى فرنسا. إنها رحلة محفوفة بالمخاطر تقتل البعض وتشوه البعض الآخر، لكنها تشجع أولئك الناجين الذين يتجهون إلى القناة الإنجليزية للعبور نحو بريطانيا.
وارتفعت أعداد المهاجرين مما كانت عليه في عامي 2020 و 2019، ما يشير إلى أن عدد القتلى الذي بلغ ستة على مدى السنوات الأربع الماضية، قد يرتفع في الأسابيع المقبلة.
وعن صعوبة الرحلة قال عبد الله، 38 عاما من الجزائر، “كانت درجة الحرارة 12 درجة تحت الصفر، وكنت غارقا في الثلج حتى خصري، وبدأت أشعر أن جسدي يتخدر”.
حاول عبدالله العبور في يناير/ كانون الثاني 2021، لكن بدون قفازات، مما أدى لتجمد أطرافه ومعاناته من قضمة الصقيع (تلف أنسجة الجسم جراء البرد الشديد) وتم بتر أجزاء من أصابع يديه، وفشل في الوصول لفرنسا بسبب دوريات الشرطة الفرنسية المجهزة بطائرات بدون طيار وكلاب ونظارات للرؤية الليلية، وأنقذته دورية تابعة للصليب الأحمر الإيطالي ونقلته إلى المستشفى مرة أخرى في إيطاليا.
ومعظم المهاجرين من الأفغان والإيرانيين والعراقيين، الذين يدخلون إيطاليا من البلقان معتقدين أنهم إذا تمكنوا من العبور عبر ممرات جبال الألب المجمدة، فسيكون الطريق مفتوح أمامهم نجو بريطانيا ولا داعي للخوف من عبور بحر المانش.
وتجمع جبال الألب الأثرياء الذين يتنزهون ويتزلجون على الجليد مع المهاجرين، ومن المفارقات أنه يمكن لعائلة ثرية تتزلج أن تلتقي في نفس المكان عائلة أفغانية فقيرة تكافح لعبور الجبال الثلجية.
والشعار في الألب هو التزلج بدون حدود حيث يمكن للمتزلجين العبور بين إيطاليا وفرنسا بسهولة، لكن بالنسبة للمهاجرين الأمر ليس بهذه السهولة.