نشرت صحيفة الإندبندنت أونلاين، مقال رأي تدعو فيه الحكومة البريطانية إلى ضرورة تغيير موقفها تجاه طالبي اللجوء وبسرعة.
وقالت صاحبة المقال: “ترو” “لقد جلست في سجون المهاجرين القذرة والمثيرة للاشمئزاز في ليبيا وسمعت قصص العبودية الحديثة والتعذيب من أجل الابتزاز”
ورأت ترو أن حادثة بحر المانش ووضع اللاجئين السوريين الذين تحدثت إليهم بالقرب من الحدود بين بيلاروسيا وبولندا، بالإضافة إلى آخرين يائسين في لبنان وعدوا بإعادة التوطين في المملكة المتحدة منذ ما يقرب من أربع سنوات من دون نتيجة، “هي أحداث مروعة ودالة على المواقف العالمية غير المبالية البائسة تجاه أكثر الفئات ضعفا ويأسا في العالم”.
وأضافت أن الحكومة البريطانية “أصرت أنه يجب على اللاجئين التقدم بطلبات لإعادة التوطين من الخارج عبر طرق قانونية آمنة. لكنني كنت أبلغ عن الكيفية تجاهل أولئك الذين فعلوا ذلك بالضبط، ما يعرضهم لخطر الجوع والإخلاء والأمراض التي تهدد حياتهم”.
وأشارت المراسة إلى أنه بحسب متحدث باسم وزارة الداخلية، فإن بريطانيا “أعادت توطين أكثر من 25 ألف لاجئ منذ عام 2015 وهي ملتزمة بخطة إعادة التوطين في المملكة المتحدة. لكن الأمم المتحدة أخبرتنا أيضا أن هناك ألفي لاجئ في جميع أنحاء العالم تم قبولهم في برنامج إعادة التوطين في المملكة المتحدة ولكنهم ما زالوا ينتظرون نقلهم بعد عدة سنوات”.
وقالت إن “نحو ربع هؤلاء موجودون في لبنان، وهو بلد يقع في قبضة واحدة من أسوأ الانهيارات الاقتصادية منذ 150 عاما والتي نسفت عاصمتها واحدة من أكبر التفجيرات غير النووية في التاريخ الحديث”.
وأضافت أن “عائلتين في بيروت قامت بزيارتهما أخبرتاها أن التأخير في إعادة التوطين جعلهما على أعتاب الموت جوعا”. وأشارت إلى “أنهم يتحولون إلى مجرد جامعين للقمامة من أجل أكل الطعام الفاسد، ومحتفظين بالأدوية المنقذة للحياة لأطفالهم، ومصلين من أجل عدم طردهم، واستجداء الجمعيات الخيرية للمساعدة”.
وقالت ترو إن لاجئين سوريين وعراقيين قابلتهم بالإضافة إلى آخرين ليبيين وأفغانيات، كلهم “يُطلب منهم التقدم من خلال طرق آمنة وقانونية ولكن دون جدوى. ولهذا السبب ينتهي الأمر بالكثير من الأشخاص للمخاطرة وفقدان حياتهم وهم يحاولون المرور عبر طرق غير آمنة وغير قانونية”.
وأضافت “لقد جلست في سجون المهاجرين القذرة والمثيرة للاشمئزاز في ليبيا وسمعت قصص العبودية الحديثة والتعذيب من أجل الابتزاز”.
من هنا، قالت الكاتبة “أنا شخصيا أعتقد أنه يجب أن تكون هناك نقلة نوعية في المواقف تجاه حركة الناس، تجاه الحدود، تجاه واجب رعاية الأشخاص الأكثر ضعفا، وبخاصة أولئك الذين أصبحوا ضعفاء للغاية بسبب تدخلنا السياسي والعسكري. نحن بحاجة إلى تسريع وتوسيع عمليات إعادة التوطين قبل أن يشعر الناس باليأس الكافي لتسلق أسوار الأسلاك الشائكة أو عبور البحار الغادرة”.