ورجحت أن المعاملة السيئة للعديد من الأفارقة داخل أوكرانيا، والحوادث العنصرية التي أبلغ عنها خلال الأسبوعين الماضيين، قد “أثّرت على حسابات القادة بطريقة أخرى”.
نشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية، عن موقف الدول الأفريقية من الحرب في أوكرانيا.
وقالت: لفهم المأزق الدبلوماسي الذي تواجهه الدول الأفريقية عندما يتعلق الأمر بحرب روسيا مع أوكرانيا، لا يتعين على المرء أن ينظر إلى أبعد من جنوب أفريقيا.
وأضافت قائلة إنه “في اليوم الأول من الغزو، أصدرت وزارة العلاقات الدولية بجنوب أفريقيا بيانًا حثت فيه موسكو على سحب قواتها على الفور”.
لكن في اليوم التالي، وفق ما ذكرت الكاتبة، “اتخذ الرئيس سيريل رامافوزا نبرة مختلفة، داعيًا بدلاً من ذلك إلى الوساطة، وألمح إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن هو المسؤول جزئيًا عن الصراع”.
وقالت كرو إنّ التحول يشير “إلى مدى صعوبة قضية السياسة الخارجية التي يمثلها الغزو الروسي للدول غير الغربية، وخاصة في أفريقيا”.
وأضافت: “يجب أن يأخذ القادة المصالح الجيوسياسية والاستراتيجية والاقتصادية لبلدانهم في الحسبان، وتختلف رهانات كل دولة من دول القارة البالغ عددها 54 دولة”.
وأشارت الكاتبة إلى إلقاء ممثل كينيا لدى الأمم المتحدة، خطابًا عاطفيًا يدين هجوم روسيا، “بينما التزمت غالبية الحكومات الأفريقية الصمت أو أصدرت بيانات عقيمة حول الحاجة إلى حل وسط”.
وذكرت أنّ آخرين أظهروا دعمهم العلني لبوتين، حيث سافر ممثلون عن السودان ومالي إلى موسكو لعقد اجتماعات على مدار الأسبوعين الماضيين.
وذكرت كرو أنّ التقديرات تشير إلى أن أقل من 1 % من الاستثمار الأجنبي المباشر في أفريقيا يأتي من روسيا. لكن العلاقات التجارية آخذة في الازدياد – والأسلحة من بين الواردات الأفريقية الرئيسية، بحسب ما أفادت الكاتبة.
وقالت كرو إن روسيا كانت أكبر مورد للأسلحة لأفريقيا بين عامي 2012 و 2016، حيث قدمت 35 % من إجمالي الصادرات، وفقًا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام.
وتابعت قائلة: “لكن الصفقات العسكرية لا تغطي الصورة كاملة. فالعديد من الدول التي صوتت لإدانة الغزو الروسي لأوكرانيا في الأمم المتحدة لديها أيضًا اتفاقيات تعاون مع البلاد، بما في ذلك نيجيريا وزامبيا ومصر – وكلها تستورد أيضًا أسلحة من موسكو”.
ورأت الكاتبة أنه “بالنظر إلى تاريخها في الفصل العنصري، عادة ما تتبع جنوب أفريقيا نهجًا قائمًا على حقوق الإنسان في قضايا السياسة الخارجية” . لكنها أشارت إلى أن لموسكو تاريخ طويل مع جنوب أفريقيا ومع دول أخرى في جنوب القارة في نضالهم من أجل التحرر ضد حكم الأقلية البيضاء، عندما كان الاتحاد السوفياتي حليفا لحركات التحرير.
ونقلت عن محللين قولهم إن ردود فعل الدول الأفريقية، ليست مجرد مسألة انحياز بين القوى الشرقية والغربية.
وأشارت الكاتبة إلى أنه على القادة الأفارقة أن يفكروا في مخاوف أخرى، بما في ذلك الأمن الغذائي وسلامة المغتربين في أوكرانيا.
ورجحت أن المعاملة السيئة للعديد من الأفارقة داخل أوكرانيا، والحوادث العنصرية التي أبلغ عنها خلال الأسبوعين الماضيين، قد “أثّرت على حسابات القادة بطريقة أخرى”.