عبد المنعم إسماعيل
Latest posts by عبد المنعم إسماعيل (see all)
- عبد المنعم إسماعيل يكتب: الإسلام والسلفية بين منهجية النقد وقدر البقاء - 7 فبراير، 2019
- خارج الصندوق.. قراءة في عقلية الشيطان الأمريكي - 27 يناير، 2019
- العلمانية وصناعة الانتكاسة.. «رهف القنون نموذجا» - 22 يناير، 2019
السلفية والرفق كلاهما مفردتان تؤسسان لحقيقة الربانية التي ورثها الصحابة رضي الله عنهم أجمعين وهم خير القرون والأجيال ثم سار على دربهم الأئمة الأربعة الإعلام أبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد بن حنبل ثم إبداعات شيخ الإسلام ابن تيمية وابن باديس والشنقيطي وابن باز والألباني والحويني والمقدم
قال تعالى: وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (115) إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا .
تعيش البشرية اليوم حالة من السيولة الفكرية الملازمة لعداء المنهج السلفي الرشيد.
تمثل هذا العداء في صور كثيرة من أخطرها وأهمها
ظاهرة السعي لصرف العقول والقلوب إلى ملازمة الغلو والتكفير ثم الوقوع في دماء المسلمين بحجة الغضب لله أو مقاومة أعداء الله وما هي إلا حيل شيطانية أراد مجرمو النظام العالمي هدم المنهج السلفي الرشيد بوسطيته بالسعي لتسويق التلازم بين السلفية والغلو أو التكفير أو الخراب في عقول المسلمين او ملازمة العلاقة بين السلفية والانتكاسة والإرجاء حتى يتم التسويق لإسلام خادم للنظام الدولي خاصة أصحاب المناهج العلمانية والتغريبية التي تسعي لفصل الدين عن الدولة أو عن الحياة بشكل عام.
السلفية كمنهج رباني ورث وسطية الإسلام و شمولية النظرية الإصلاحية من خلال الإصلاح العقدي والفكري والاقتصادي والسياسي والاجتماعي لمواجهة شياطين الغرب والشرق المتربصين بالأمة الإسلامية حال سعيهم لهدم عرى الأمة الجامعة لوحدتها من خلال سعي شيطاني خبيث يرعى نظرية التمدد الأحادي للذاتية والاختزال الحصري لفكرة الحق الغير قابل للتنوع في بعض القضايا الفقهية المعاصرة والتي بسبب التسويق لفكرة أحادية الرؤية وقع شتات في عقلية المسلم المعاصر الذي كان ينبغي عليه أن يدرك حقيقة الانتماء للإسلام مع العلم بالثوابت والوسطية والسهولة وعدم الجمود في إدارة المتغيرات المعاصرة فلا زعم بالثبات حتى تتكلس العقول ولا زعم بالتغيير العشوائي ومن ثم يتم التفريط في الأصول والثوابت الجامعة لتميز الأمة والملة بخصائصها والسقوط في دركات الانهيار أمام المد العلماني أو الإرجائي أو أمام شياطين التكفير أو الإلحاد الرامي لهجر فكرة الدين أو التدين أو العقل أو الوعي أو الفطرة بشكل عام .
السلفية منهج ورث مفاتيح تحقيق الوعد الإلهي بصورته الشرعية والكونية في وقت واحد.
السلفية بأصولها الجامعة لنصرة السنة المحمدية والبعد بأبناء الأمة عن تيه ومحارق التكفير والتفجير في بلاد المسلمين بالتزامن مع مقاومة التغريب والباطنية والرافضة حين تقوم بهذا الدور ألأممي فهي ترعى شجرة السلم العالمي والأمن الكوني للجميع فهي تقوم بمهمة الإصلاح ومن ثم فلا تمرير لجاهليات الأخلاق بحجة الحرية أو تدشين لجاهليات الاعتقاد بحجة حرية الاعتقاد ولا تؤسس السلفية لكيانات ظالمة تسعى لنشر الفوضى العلمية والفكرية حال السعي لهدم كيانات علمية راسخة بحجة مخالفة الصواب او الغضب للحق كما يراد للناس أن تفهم نقاط الخلل .
السلفـية سوف تبقى ببقاء الإسلام لأنها رسمه وهو لب فهم قضاياها
فالسلفية ليست انغلاق عن مواكبة أو معاصرة أو ليست مجرد الفرح بإراقة دماء مسلمة بوهم الخلل في التصور أو السلوك.
السلفية والرفق كلاهما مفردتان تؤسسان لحقيقة الربانية التي ورثها الصحابة رضي الله عنهم أجمعين وهم خير القرون والأجيال ثم سار على دربهم الأئمة الأربعة الإعلام أبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد بن حنبل ثم إبداعات شيخ الإسلام ابن تيمية وابن باديس والشنقيطي وابن باز والألباني والحويني والمقدم وهذا ليس معناه حصرية السلفية في أسماء دون غيرها ففي ربوع الأزهر والزيتونة واليمن والعراق والهند والشام ووسط آسيا مرورا بتلال أوروبا حداة وهداة يقبل منهم بمنهجية راشدة ويمكن الرد والنقد بمنهجية ربانية رائدة وأصولية رشيدة.
منهجية النقد
هي رؤية علمية خالصة تهدف إلى إظهار الحق والرفق بالخلق.
هي رؤية علمية ترتبط بأصول وقواعد القبول أو الرد للأخبار والرؤى حسب ثوابت ومتغيرات المنهج السني الوسطي .
هي رؤية علمية تدرك من خلالها الأمة رموز الفساد والاستبداد بعيدا عن الغلو أو الإرجاء.
هي رؤية علمية تدرك مآلات الأمور وتعالج منهجية تفكيك الباطل وليس مجرد الإشارة له أو عشوائية الطعن .
هي رؤية علمية تؤسس لوسائل النصرة الموازية لواقع وتاريخ .
هي رؤية علمية تؤرخ لكتائب الفساد العلمي البعيدين عن أصول وفروع اهل السنة والجماعة.
منهجية النقد رؤية مؤسسية تجعل من الجهود الفردية تيارا جامعا لمعالم الطريق إلى الحق.
هي رؤية علمية هادئة تستهدف معايشة الممكن والمأمول من الأهداف.
هي رؤية علمية قائمة على إعادة هيكلة العقل المعاصر حسب منطلقات شرعية تدرك مصالح الخلق ومستجدات حياتهم مع الحفاظ على الثوابت.
وختاما:
وعن المقداد بن الأسود رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يبقى على ظهر الأرض بيت مَدَرٍ، ولا وَبَرٍ، إلَّا أدخله الله كلمة الإسلام، بِعزِّ عَزِيزٍ، أو ذُلِّ ذَلِيلٍ، إمَّا يُعِزُّهم الله، فيجعلهم من أهلها، أو يُذِلهُّم، فيدينون لها .
رواه احمد والطبراني .