- معركة المساجد.. وازدواجية كورونا - الجمعة _11 _ديسمبر _2020AH 11-12-2020AD
- الأمة بين منافع الهزيمة ومضار النصر - الأحد _26 _يوليو _2020AH 26-7-2020AD
- نداء الفِطْرة وتأثير الإيديولوجيات - الثلاثاء _21 _يوليو _2020AH 21-7-2020AD
يعيش العالم العربي في حالة يأس وقنوط من الوضع البائس الذي تعيشه جل تلك الدول، فالبطالة والفقر تنخر في المجتمع بسبب الفشل الإداري والحكومي الذي لا يسعى في حل المشاكل وإيجاد الحلول بقدر ما يؤزمها أكثر فأكثر، فهذا الوضع المأساوي لم يتغير منذ سنوات بل يزيد استشراءً، نتج عنه أعدادا هائلة من البطَّالين وبالتالي أورث حالة اجتماعية غير مستقرة أصبحت من أهم أسباب الربيع العربي، فالشباب العربي فاقد الأمل في الإصلاح لما مر عليه من وعود ولم ير سوى الشعارات التي لا تخرج للواقع إلا وهي ميتة.
أما الأهم من ذلك كله هو فقدان الشعوب العربية للحرية والتعبير عما يعانيه أو يطمح إليه إذِ الهراوات أقرب إليه من حبل الوريد إن فكَّرَ في التغيير أو المطالبة بالحقوق المشروعة، هذا الكبت يزيد الأمور تعقيدا ويأخذ بها إلى مستقبل مجهول حيث تتربى الأحقاد ويزداد التفكير بالانتقام، والسجون مليئة بشباب كان الأحرى بمن سجنوهم أن يعطوهم حقوقهم ويكفلوا لهم العيش الكريم أو نصفه على الأقل، لكن هذه الأنظمة -التي لم تأت باختيار الشعوب ولا بصناديق الانتخاب- ليس لها حلول إستراتيجية وليست لها دبلوماسية في معاملة شعوبها غير القوة والقهر والتسلط .
وإذا نظرت للدول العربية تجدها على نفس الحال مع اختلاف بسيط بين دولة وأخرى فكل آفاق الإصلاح مسدودة، والأمل تحول إلى يأس لأن الشعوب عايشت هذه الحكومات لفترات طويلة دون أن يتغير شيء مع العلم أن الدول العربية كلها غنية بموقعها الهام وبثرواتها الطبيعية من معادن وبترول وزراعة وفوسفات …إلخ إلا أن كل تلك الثروات تذهب إلى المستعمر والحكومات التي يرعاها، أما الشعوب تأكل بعضها ويعيش أغلبها تحت خط الفقر.
الشعوب العربية يئست وبدأت تعي ماهيات حكوماتها وأصبحت تنظر لتركيا كنموذج حر وعمق استراتيجي لربيعها، فالثورات العربية عرَّت جل هذه الأنظمة وكشفت عوارها، فالعالم العربي اليوم انقسم إلى قسمين: قسم الحكام والمنتفعين معهم وهم قلة، وقسم الشعوب المظلومة المقهورة وهم السواد، وبين الشعوب والحكام عِراك وخصام لا يمكن أن يلتئم من جديد ويعود لفترة ما قبل 2011.
وهنا أمام تركيا فرصة لتنطلق نحو الشعوب العربية ولا تضيع الوقت ولا تتردد وتمد لها يد العون والحماية وخاصة في الدول التي بدأت تفلت من قبضة حكامها ولن تجد الشعوب أدنى حرج في القبول بتركيا الحرة لأن هناك تاريخ عريق يجمعهما وأخوة الإسلام توحدهما، ولتعلم تركيا أن التردد في الوقوف مع الشعوب يكلفها خسائر مستقبلية هي في غنى عنها اليوم، فحكام العرب غارقون في الخيانة وهم يكيدون لتركيا أيضا، فإما أن تسبقهم والشعوب معها وسندها، وإما يقضوا على الشعوب قتلا وأسرا وإخمادًا، وبعد السيطرة تبدأ ألاعيبهم الخبيثة للمكر والتحالف ضد تركيا وما (الناتو العربي)عنها ببعيد.
لكن لا يمكن الانطلاق نحو المجتمعات العربية بالقومية التركية فهي كذلك كانت من ضمن الأسباب التي أضعفت المسلمين كما القومية العربية والقوميات الأخرى، الانطلاق نحو العرب لن يتم عبر القوميات أو المطامع التوسعية أو المصلحة الآنية بل لا يمكن أن يتم ذلك إلا بمشروع الإسلام الجامع الذي تعايشنا به قرونا دون أدنى اختلاف أو مشاكل.
فهل تنطلق؟